إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

 



نداء من فيصل بن عبدالعزيز إلى العالم الإسلامي(1)

          في هذه اللحظة التاريخية، التي امتدت فيها يد الصهيونية الآثمة إلى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، ومسرى الرسول الأعظم، صلوات الله وسلامه عليه، فإنني أناشد قادة المسلمين وشعوبهم في مشارق الأرض ومغاربها، أن يهبّوا لتحرير مقدسات الإسلام في القدس العزيزة، متسلحين بالإيمان الذي هو أقوى من أي سلاح، وواضعين أمام أعينهم ما وعدهم الله به في كتابه العزيز الذي يقول: وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ (الروم:47). ويقول عز وجل: إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ ءَامَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَاد (غافر:51).

          وإن الصهيونية اللئيمة، الماضية في عدوانها الإجرامي، غير عابئة بالقيم الروحية والمقدسات الدينية، والمستهزئة بجميع قرارات الأمم المتحدة، وبالقيم الإنسانية، لا تؤمن إلا بمنطق القوة، خصوصاً بعد أن أصبحت الأمم المتحدة عاجزة عن إلزام إسرائيل بتنفيذ أي قرار من قراراتها.

          وإن جميع الحلول السلمية، التي تطلع على العالم كل يوم، ما هي إلا سراب تعطي الفرصة للصهيونية العالمية لتنفيذ مخططها التوسعي في السيطرة على العالم.

          إخواني: لقد ناشدتكم، في موسم الحج الفائت، أن تهبّوا لتحرير المقدسات الدينية في فلسطين العزيزة. وأناشدكم الآن بإعلان الجهاد المقدس، بعد أن استنفدت جميع الطرق السلمية. ونحن على يقين بأن جميع الشعوب المؤمنة بالله والمتمسكة بمبادئ الحق والعدل في العالم، لتؤيدنا في قضيتنا، وستهب لنصرتنا، وعلينا، نحن المسلمين، أن ننادي ليوم قريب نلتقي فيه جميعاً على أرض القدس لتحرير أرضنا المغتصبة، وإنقاذ مقدساتنا الدينية من براثن الصهيونية الغادرة، ولنفوز بإحدى الحسنيين: النصر أو الشهادة.


 


1. أم القرى العدد 2286 في يوم 16 جمادى الثانية 1389 الموافق 29 أغسطس 1969

<1>