إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

     



خطاب الفيصل رداً على خطاب الرئيس الإندونيسي(1)

          بسم الله الرحمن الرحيم

          يا صاحب الفخامة:
          أصحاب المعالي:
          أيها السادة:

          إنه ليسعدني أن أتقدم إلى فخامتكم وحكومتكم وإلى شعب إندونيسيا الشقيق بعظيم التقدير والامتنان لما لقيناه من حفاوة وإكرام ولا شك أن الروابط التي تربط بين شعبينا وبلدينا روابط ذات جذور بعيدة وليس بنت اليوم وإنما هي تقوم على أساس الإيمان بالله سبحانه وتعالى واتباع شريعة محمد صلوات الله وسلامه عليه لذلك فإننا حينما نتعرض إلى ذكر العلاقات والروابط التي تربط بين شعبينا وبلدينا إنما نقرر حقيقة قائمة لا تحتاج إلى تدليل.

          فخامة الرئيس إن المبادئ التي تفضلتم فخامتكم وذكرتم أن سياستكم تقوم عليها فإنها من المبادئ التي يدعو إليها ديننا الحنيف وهي الإيمان بالله سبحانه وتعالى وتأمين العدالة الاجتماعية وخدمة الشعب وتأمين الحياة الطيبة لأبناء الوطن والتوافق والترابط بين المسلمين فيما ينفعهم  في دينهم ودنياهم وفي آخرتهم. إنني اتفق مع فخامتكم في أن شريعتنا الإسلامية هي غنية بكل ما يحتاج إليها البشر فهي تدعو إلى العدالة وإلى المساواة وإلى الحرية وإلى الاستقرار وإلى التعاون على الخير وعلى البر والتقوى وإلى العدل بين الناس وأنها في كل الأزمان وكل الأحوال دائماً تجد المسلمين يتعايشون مع غيرهم من الأمم ومن الملل وكل ما يريده المسلمون أن تقابلهم هذه الأمم وهذه الملل بمثل هذه الروح وهذا الإحساس.

          إن الإسلام يا فخامة الرئيس كما هو في مفهومكم فإن الإسلام دين الحق والعدالة ودين القوة ودين العدل وكل من يقول خلاف ذلك فإنما هو واحد من اثنين إما أن يكون جاهلاً بقواعد الإسلام وتشريعه أو يكون مكابراً يريد أن يتهم الإسلام ويشوه حقيقة العقيدة الإسلامية وقد أمرنا الباري سبحانه وتعالى بالعمل وقال جل وعلا وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ (التوبة:105) وقد ورد في الأثر أن المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف ولذلك فإن عقيدتنا وشريعتنا الإسلامية تدفعنا إلى العمل وإلى النهوض ببلادنا وشعوبنا وإلى عمل كل ما يمكن في هذا السبيل من نواحي اقتصادية وعلمية وثقافية وكل ما يتطلبه البشر في حياته.


1. أم القرى العدد 2325 في يوم 7 ربيع الثاني 1390 الموافق 12 يونيه 1970

<1>