إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

     



الفيصل يكرم ضيوف بيت الله الحرام (1)

         بسم الله الرحمن الرحيم

         أيها الإخوة المسلمون:

         أحييكم تحية الإسلام ويشرفني أن أرحب بكم في هذه الأماكن المقدسة بجوار بيت الله الحرام. وإنكم أيها الإخوة: تحلون في بلد الله، وهي بلدكم جميعاً، وإننا نرجو من المولى، سبحانه وتعالى، أن يوفقنا جميعاً إلى العمل الصالح المرتكز على الإيمان به تعالى والإخلاص والاتجاه إلى ما أمرنا الله به، سبحانه وتعالى، واجتناب ما نهانا عنه.

         أيها الإخوة:

         إنه لشرف عظيم لهذا العشب، شعب المملكة العربية السعودية، أن يكون له الحظ في خدمة الأماكن المقدسة وأن يقوم على حفظ راحتكم واطمئنانكم وأمنكم في هذه الأماكن، وأن هذا من أول الواجبات التي يعتبرها هذا الشعب من أولى واجباته، ولا يقصد من ذلك أن يحصل على شكر أو على إطراء ولكنه يعتبر هذا من أولى واجباته التي شرفه الله بأدائها والقيام بها.

         أيها الإخوان:

         لست في حاجة أن أذكركم ما يجب أن نكون عليه من إيمان وإخلاص وتمسك بعقيدتنا وشريعتنا، فإننا إذا أردنا أن نحوز على الخير كله دينا ودنيا فعلينا أن نتمسك بهذه العقيدة ونتبع ما أنزله الله، سبحانه وتعالى، على لسان نبيه، وما سنه نبيه، فإننا بهذا يمكن أن نضمن لأنفسنا حياة طيبة وكرامة مصانة وعز من الله، سبحانه وتعالى، وقد قال سبحانه وتعالى: إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ ءامَنُوا(غافر:51). وقال تعالى: وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ (الروم:47). ولكن المهم في ذلك أن نكون مؤمنين حقاً فإذا ضمنا ذلك فإننا بحوله تعالى نضمن النصر، ونضمن الأمن، ونضمن الرخاء، ونضمن الكرامة لنا ولشعوبنا.

         وإنه لما يلفت النظر ما يتعرض له المسلمون اليوم من نكبات، ومن مصائب، ومن أدهى ما مر على الإسلام ما حل بالمسلمين في مقدساتهم، وليست أحداث المسجد الأقصى الشريف عنا ببعيدة فلماذا هذه الأحداث؟ وما أسبابها؟


1. أم القرى العدد 2358 في 16 ذي الحجة 1390 الموافق 12 فبراير 1971

<1>