إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



          وإننا أيها الإخوة لفي حيرة كيف أن نرى مقدساتنا تستباح وتستهان، ومع هذا نجد أنفسنا عاجزين عن أن ندافع عنها أو نستردها من أعدائنا؟! وكل هذا بسبب تفرقنا وتنابذنا وتخالفنا فيما بيننا. يمكن أن نختلف في بعض الآراء ولكن لا يمكن لمؤمن أن يختلف عن مؤمن ثاني في إيمانه بالله والتمسك بعقيدته والتمسك بشريعته هذا لا يمكن ولا يجوز الخلاف عليه.

          يمكن أنني لست في حاجة أن أشرح لإخواني ما نتعرض له اليوم من عدوان من قبل الصهيونية الفاجرة، ولكن هناك من يدعو إلى إيجاد حلول وإلى تفاهم وإلى سلام، كيف يمكن أن يكون هناك حلول أو أن يكون هناك سلام أو يكون هناك تفاهم ومقدساتنا مهانة وبلادنا محتلة وشعبنا مضطهد ومشرد، وإذا لم تكن هذه الحلول تؤمن لنا استعادة مقدساتنا واستعادة أراضينا والحفاظ على حقوق شعبنا المشرد فكيف يمكن أن نقبل هذه الحلول أو أن نرضخ لها؟! فهذا معناه أننا نستسلم لأعدائنا وأن نقبل الهزيمة، وأن نرضى بتحطيم كرامتنا، فإنني أربأ بإخواني المسؤولين في كل قطر وإخواني العرب أن يقبلوا بحلول لا تؤمن لهم حقهم المغتصب وكرامتهم والحفاظ على كرامتهم المهانة والحفاظ على حقوق إخوتهم المشردين في كل قطر الذين لم ينظر إليهم أحد يعترف لهم بحقهم غيركم أيها الإخوان.

          فلمن نلجأ أيها الإخوان لاستعادة هذه الحقوق أو لتأمين ما نصبو إليه؟! نحن لا نريد أن نعتدي على أحد ولا نريد أن نغمط حقًا لأحد، ولكننا في نفس الوقت لا نقبل ولن نقبل أن يعتدي علينا، أو أن تغمط حقوقنا فلمن نلجأ أيها الإخوة؟ هل نلجأ لمن تسيطر عليهم الصهيونية فمنهم من تسيطر عليه بمالها ونفوذها ودعايتها، ومنهم من تسيطر عليه بمبادئها ومذاهبها الهدامة وتسوقهم إلى حيث تريد. فهل نرجو أو نأمل من هؤلاء الناس أن يكونوا في جانب الحق وأن ينصفوا ويعيدوا لنا حقوقنا؟!

          لا والله، لا يمكن ذلك، ولكن إن أردنا أن نستعيد حقوقنا وكرامتنا وأن نحافظ على عزتنا فلنلجأ إلى الواحد القهار فاللجوء إليه، سبحانه وتعالى، هو بالإخلاص في إيماننا به والتمسك بالعقيدة التي رضيها، سبحانه وتعالى، لنا وتحكيم شرعه في جميع أمورنا. فمن يقول إن الشريعة الإسلامية فيها نواقص أو فيها مآخذ من يقول هذا، فإما أن يكون جاهل مركب لا يفهم شيء أو أن يكون مكابر مغالط يريد أن يطمس الحق وأن يضلل بالباطل.

          إنكم أيها الإخوة في مسعاكم الذي تسعون إليه في سبيل التضامن الإسلامي والتعاون الإسلامي واستهداف ما فيه صالح المسلمين في دينهم ودنياهم إنما تستهدفون إلى ما فيه خير المسلمين،

<3>