إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

     



وكذلك يمكن بهذا الاتجاه وبهذا الهدف أن نحقق للبشرية أجمع ما تهدف إليه من استقرار وأمن وسلام إذا ربنا، سبحانه وتعالى، وفقهم والتفتوا وأعادوا النظر في مواقفهم وحكموا العقل فسيجدون في الإسلام عقيدة وتشريعاً يضمن صالح البشرية أجمع لأنه، سبحانه وتعالى، حينما أرسل رسوله، صلوات الله وسلامه عليه، أرسله للبشرية أجمع ولم يرسله لفئة أو لقبيلة أو لشعب، وإنما أرسله إلى البشرية أجمع، ولكن لسوء الحظ، إن البشرية لم تأخذ بهذا الاتجاه ولم تتفهم معنى الرسالة ولم تحاول أن تستفيد من التشريع الإسلامي الذي يعتبره اليوم، غير المسلمين، بأنه أفضل تشريع وأنه أهم تشريع يمكن أن يصون مصلحة البشرية ويؤمن لها الاستقرار والأمن فقد روى أو ذكر بعض الكتاب الفرنسيين في مؤلف له فقال: "إننا جربنا الرأسمالية ووجدنا ما فيها من نواقص ومفاسد وأخطاء، وجربنا الشيوعية ووجدنا ما فيها من تحطيم وهدم وفساد فلم يبق أمام العالم إلا أن يتلمسوا في التشريع الإسلامي ما ينقذهم من المأزق الذي هم فيه!!

          فإذن علينا نحن المسلمين أن نؤكد ونستفيد مما تحويه عقيدتنا الإسلامية وتشريعنا الإسلامي وفي هذا حفاظ على مصالحنا من ديننا ودنيانا، ومن يقول إن التشريع الإسلامي ينقصه أشياء مثل التنظيم التعاملي بين الناس فهذا جاهل في ذلك فهذا كله موجود في التشريع الإسلامي ولكن إذا كنا نحن بمفهومنا لم نصل إلى فهم حقيقة هذا التشريع الإسلامي وإنما عيبنا نحن.

          فعلينا أن نسعى إلى أن نتفهم شريعتنا وأن نطبق كل ما ورد فيها وبهذا نأمل أن نضمن مصلحة شعوبنا وأمتنا الإسلامية في كل ما يخطر على قلب بشر لأن الله، سبحانه وتعالى، هو خالق البشر أجمع هو الذي شرع هذا التشريع لعباده وهو أحرص عليهم وعلى مصالحهم فعلينا جميعاً أن نعود فإذا كان هناك بعض المواقف تنقصنا لنصل إلى هذا الهدف فعلينا تلافيها، وهذا طبعاً يكون أيها الإخوة باللقاءات وبالاجتماعات وبالتعاون فيما بيننا ونحمده، سبحانه وتعالى، أن وفق المسلمين في السنتين الأخيرة إلى أن أوجدوا مركزاً أو قاعدة لهذه اللقاءات وهذا التعاون في مؤتمراتهم التي مرت في هاتين السنتين وفي اتفاقهم على إيجاد سكرتيرية عامة إسلامية تكون قاعدة للقاءات الإسلامية ولتبادل الأفكار والآراء وتمحيص ما يلزم تمحيصه مما نحن في حاجة إلى تمحيصه وإقرار كل ما يلزم للمسلمين من تعاون ومن تفاهم ومن تآخ في كل المجالات سواء دينية أو دنيوية بما لا يتعارض مع عقيدتنا وتشريعنا.

          وأملنا بالله، سبحانه وتعالى، أن يصل هذا المجهود إلى الهدف المبتغى منه وأن يوفقنا جميعاً إلى أن نتضافر بإيمان وإخلاص وعزيمة أكيدة على كل ما فيه خيرنا كمسلمين وما يمكننا أن نحققه للعالم من مصالح يرتضيها ديننا وعقيدتنا وشريعتنا.

          وأرجو الله، سبحانه وتعالى، أن يوفقنا جميعاً للخير وأن يتقبل منكم جميعاً حجكم وأن يجعل حجكم مبروراً وسعيكم مشكوراً، وأن يوصلنا جميعاً إلى ما نهدف إليه من خير في ديننا ودنيانا إنه على كل شيء قدير. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


<4>