إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

     



خطاب الملك فيصل خلال مأدبة العشاء التي أقامها رئيس النيجر (1)

         يا صاحب الفخامة، أتقدم لفخامتكم ببالغ الشكر والامتنان على كل ما تفضلتم به، وإنني لأتقدم إلى فخامتكم ولشعب النيجر الشقيق بكل شكر وامتنان لما قوبلنا به من حسن استقبال وحفاوة وإكرام. إن الروابط التي تربط بين شعبينا وبلدينا هي من المتانة والعمق لدرجة أنها تفوق كل رابطة مادية، وإنني في نفس الوقت لأتقدم لفخامتكم بكل تأكيد أننا بحول الله وقوته سنظل سائرين على هذه الأسس التي تربط بين بلدينا وبين جميع إخواننا المسلمين. إن كل ما نقوم به في خدمة ديننا وشريعتنا وأمتنا هذا من فضل الله، سبحانه، علينا، فيجب علينا أن نشكر الله، سبحانه وتعالى، إذ وفقنا أن نقوم بهذا الواجب، وليس لنا في ذلك أي فضل ولا كرم، بل يجب علينا أن نشكر ربنا، سبحانه و تعالى، إذ وفقنا لذلك، وهذا ما يوجبه علينا ديننا وعقيدتنا وتشريعنا الإسلامي، وكل ما نقوم به الآن من أعمال في صالح أمتنا ووطننا نتمشى على الأسس التي وضعها جلالة الملك عبدالعزيز رحمه الله, وكما تفضلتم فخامتكم فإن عقيدتنا وتشريعنا الإسلامية تحتوي على كل ما فيه صالح للبشرية من تقدم وتثقيف وعلم سواء في النواحي الأخلاقية، أو الاقتصادية، أو الاجتماعية، أو الفنية. إنه يوجد من أعداء الإسلام من يدعي أن التشريع الإسلامي يقف حائلا في سبيل التقدم والتطور. وكل من يدعي هذا الادعاء هو واحد من اثنين، إما عدو للإسلام ويريد تحطيم الإسلام أو جاهل مركب لا يفهم من الإسلام شيئاً.

         إن ربنا، سبحانه وتعالى، حينما بعث نبيه محمد عليه الصلاة والسلام، أرسله بالتشريعات والمبادئ والأسس التي تحفظ للبشرية صالحها في دينها ودنياها. فمن أهم واجباتنا كمسلمين أن نتفهم عقيدتنا الإسلامية وتشريعنا الإسلامي حتى لا تتسرب إلينا هذه التضليلات التي يحاول بذرها فينا أعداء الإسلام. إن مساعي أعداء الإسلام من الصهاينة المجرمين دائماً تسعى إلى تحطيم الإسلام والمسلمين علاوة على سعيهم لتحطيم العالم أجمع، وهكذا كما ورد في قوله سبحانه وتعالىلَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ ءامَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا (المائدة:82) وهم دائما كما قال سبحانه وتعالى يسعون في الأرض فسادا. ولكن المؤسف ما نراه اليوم في العالم ممن يعتنقون هدم المبادئ التي أوجدتها الصهيونية العالمية، وهي كل ما تقصد من ذلك هو تحطيم العالم أجمع.. ومن واجبنا كمسلمين وكمؤيدين للحقوق الإنسانية أن نقاوم هذه المحاولات بكل ما أوتينا من قوة، فلو تعمقنا في بحث هذه المشاكل والاضطرابات والكوارث التي توجد في أنحاء العالم لوجدنا الصهيونية وراءها.


1. أم القرى العدد 2449 في 25 شوال 1392 الموافق 1 ديسمبر 1972

<1>