ومن أبرز هذه الجرائم التي تسعى وراءها الصهيونية العالمية ما حل بإخواننا الفلسطينيين والعرب في وطنهم من اعتداءات مجرمة، ولسوء الحظ، أننا نرى الآن في العالم من يقف بجانب الصهيونية العالمية، رغماً عن اعتداءاتها الظالمة. وحتى من لم يقف بجانب الصهيونية، فلم يتخذ موقفاً حازماً لردعها عن هذه الاعتداءات، وهذا التعسف الذي يلاقيه إخواننا الفلسطينيون والعرب في وطنهم، فلو، لا سمح الله، ونجحت الصهيونية في مخططاتها التي تنفذها الآن في منطقة الشرق الأوسط لوجدنا كل العالم بعد ذلك في حالة انهيار وتحطيم.

          يا صاحب الفخامة، إنني أتقدم لفخامتكم ببالغ الشكر والامتنان على ما تفضلتم به من وقوفكم بجانب إخوانكم العرب والفلسطينيين تجاه هذه المظالم التي يتعرضون لها، وهذه طبعا ليست أول مرة نسمعها من فخامتكم أو نلمسها من مواقفكم النبيلة. وإنني كذلك أتقدم لفخامتكم ولإخواننا أعضاء المنظمة الأفريقية لمواقفهم النبيلة في صف إخوانهم العرب. وإنني أؤكد لفخامتكم أن إخوانكم العرب يقفون بجانبكم في جميع المشاكل التي تعانونها من مشاكل الاستعمار والتفرقة العنصرية في بعض الأنحاء من أفريقيا الشقيقة. وهذا طبعا مما يقتضيه واجبنا تجاه إخواننا في أفريقيا. وإنني أؤكد لفخامتكم باسم شعب وحكومة المملكة العربية السعودية أننا سنقف دائما بحول الله وقوته بجانبكم كإخوة، وسنسعى بكل إمكانياتنا لتوثيق عرى الصداقة والمحبة والتعاون بيننا وبين إخواننا في دولة النيجر الصديقة، وإن كل ما نقوم به من تعاون وتأييد وتكاتف مع إخواننا في هذا البلد الشقيق نعتبره من أولى الواجبات تجاه إخواننا المسلمين. وإنني لأرجو الله، سبحانه وتعالى، أن يوفق فخامتكم وشعبكم النبيل للقيام بكل ما يجب في خدمة دينكم ووطنكم وكل ما فيه مصلحة شعبكم النبيل إن شاء الله. وهذا ما يدل عليه ما تقومون به فخامتكم من مساعي ومجهودات كبيرة لتحقيق هذه الأهداف. وإنني أكرر شكري لفخامتكم ولشعبكم الشقيق لكل ما لاقيناه من حفاوة وإكرام.

          والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

<2>