كلمة الفيصل ردًا على كلمة عميد السلك الدبلوماسي العربي في باريس ⁽¹⁾

         بسم الله الرحمن الرحيم

         إن مصلحتنا وأمننا واستقرارنا يقتضي منا الحفاظ على إيماننا بالله، سبحانه وتعالى، واتباع ما جاء به محمد، عليه الصلاة والسلام، من القرآن الكريم والسنة النبوية وهذه هي التي يمكن أن توجد لنا كياننا وحفظنا لمصالح أمتنا. وأضاف جلالته قائلاً: يسرني أن أرى في بلادنا العربية الاتجاه إلى التمسك بالإيمان بالله، سبحانه وتعالى، والتكاتف فيما بيننا ونأمل أن يزيل الله عن أمتنا كل عدوان وتحل مشاكلنا حتى يكون أمامنا مجال لبناء أوطاننا والمحافظة على مصالح شعوبنا والتعايش مع إخواننا في البلاد الإسلامية من محافظة على هذه الحقوق ونوجد من أنفسنا أمة تصل إلى ما تصبو إليه في هذا العالم من رقي وتقدم واحتفاظ بكياننا وبأراضينا، وإعادة حقوق إخواننا المضطهدين والمشردين من أوطانهم، والمحافظة عليها من اعتداء أعدائنا الصهاينة وإبعادهم عن أراضينا وعن الضغط على شعوبنا وأمتنا واستطرد جلالته قائلاً: إن مهمتكم كبيرة في إيضاح ما تلاقيه شعوبكم من اعتداء واضطهاد من أعدائنا ونأمل، إن شاء الله، أن يقوم زملاؤكم في كل بلاد العالم بهذه المهمة حتى يكون في إمكاننا أن ندحض ونحطم كل الدعايات الصهيونية في العالم ضد العرب وأرجو لكم من الله التوفيق والتأييد في القيام بمهمتكم وأن تبلغوا ما نصبو إليه جميعًا في استمالة كل البلدان وكل الدول لوقوفها بجانب إخواننا العرب لاستعادة حقوقهم، وحريتهم، واستقلالهم في كل المناطق في آسيا وخاصة في أفريقيا التي لا تزال بعض بلدانها تحت الاستعمار، ومما لاشك فيه أن قضيتنا التي نحن بصدد الدفاع عنها لم يسبق مثلها في التاريخ حيث لم يسبق أن يأتي أناس من الخارج فيحتلوا أرضًا ويشردوا أبناءها ويضطهدونهم ويعتدون بين حين وآخر على البلاد المجاورة باعتداءات مكررة هذه الأمور لم يسبق مثلها في التاريخ حتى في أيام الاستعمار المكروه، واختتم جلالته حديثه قائلاً: أسأل الله، سبحانه وتعالى، أن يزيل عنا كل هذا الاضطهاد وكل هذه المشاكل حتى يكون في إمكاننا التفرغ لبناء أنفسنا وتوطيد أمننا واستقرارنا والمحافظة على أسس ديننا وإيماننا بالله وإخوتنا وأرجو لكم التوفيق وأشكركم لأنني تمكنت من رؤيتكم في هذا المكان الذي هو طبعًا مكانكم جميعًا.

1. أم القرى العدد 2472 في 15 ربيع الثاني 1393 الموافق 18 مايو 1973

<1>