إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

     



كلمة الفيصل أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة(1)

          يا سيادة الرئيس

          إنه ليسرني في مستهل هذا الاجتماع الرائع، أن أعبر لكم عن تهنئتي القلبية على انتخابكم كرئيس للجمعية العمومية في دورتها الحالية.

          لست بحاجة إلى تعريف هذه المنظمة بالسيد ظفر الله خان، فمساهمته الواسعة الملحوظة في أوجه نشاط المنظمة خلال السنين الماضية تجعله أكثر من معروف لديها، كما أنني لست بحاجة إلى أن أنوه باطلاعه الواسع في الشؤون العالمية، ومقدرته الفريدة في معالجة المشاكل الدولية، ومن المؤكد أن هذه المنصة خير شاهد على المواقف العديدة التي وقفها للدفاع عن الحرية والعدالة.

          ويسرني أيضاً أن أعبر عن تهاني الحارة باستقلال الجزائر، وبالتالي انضمام الدول الصديقة ترينداو وجمايكا، ورواندا، وبورندي، إلى هذه المنظمة، وأخيراً وليس آخراً الجزائر، والتي أنضمت بجدارة مؤخراً إلى مجموعة الأمم المستقلة الحرة.

          إن السيادة القومية التي هي حجر الأساس في ميثاق الأمم المتحدة، تدعمت بانضمام هذه الدول، وإذا ما عادت بي الذاكرة إلى مؤتمر سان فرانسيسكو عندما اجتمعنا لوضع أسس هذه المنظمة الدولية، فإنه يسعدني أن أجد الأمم المتحدة اليوم وقد تضاعف الأعضاء فيها، وإنني لممنون جداً بأن الكثير من الشعوب في أفريقيا وآسيا قد نالت حريتها واستقلالها، ولي وطيد الأمل في أن تزاد عضوية هذه المنظمة بتوالي انضمام الأمم التي تنال استقلالها، كما أن من واجبنا الاستمرار في جهودنا من أجل أولئك الذين يتوقون إلى الحرية والاستقلال، وإذا كان لابدَّ من أن نعمل من أجل أنقولا المستقلة الحرة، فكذلك لا بدَّ من أن نوحِّد قوانا لاقتلاع التمييز العنصري، وخاصة في جنوب أفريقيا، أما في الكونغو فإننا نعتقد أن الوحدة القومية لتلك البلاد لا بد من أن تصان وتحترم.

          ولأن تكون الأمم المتحدة جديرة بالبقاء وبمبادئ ميثاقها؛ فعليها أن تضمن العدالة والسيادة القومية للجميع، وأن تجتهد في منع خرق مبادئ القانون الدولي، وجميع المبادئ التي أعلنت عنها الأمم المتحدة.


1. جريدة أم القرى العدد 1941 الموافق 20 جمادى الأولى 1382هـ الموافق 19 أكتوبر 1962.

<1>