إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

 



الفيصل في حديث أدلى به لوكالة أخبار المشرق البيروتية(1)

          تحدث فيه سموه عن النهضة الشاملة التي عمت أنحاء البلاد في جميع قطاعات الحياة قائلاً: إن النهضة العمرانية التي تحققت في البلاد بوقت قصير، على الرغم من اتساعها فإننا لا نعدها كافية، ونسعى بجهدنا لتحقيق نهضة شاملة، تتناول جميع المبادئ، وتهدف للسير بالبلاد على مدارج الرقي والتقدم، ولسنا نتفاخر بما عملنا ونعمل؛ لأن هذا من واجبنا نحو أمتنا وبلادنا.

          وفي معرض الحديث عن القضايا العربية أجاب سموه رداً على سؤال وجهته إليه الوكالة بقوله: إن الوحدة هي الغاية التي يرمي إليها كل عربي يؤمن بعروبته وينشدها، وهي الهدف الأسمى لجميع العرب، ولهذا ينبغي أن لا تكون لمصلحة شخص أو حزب، وإنما تكون ثابتة الأركان، قوية الدعائم. إن إنكار الذات في سبيل المصلحة العربية هو العلاج لقضايا العروبة، ولو تمكن العرب من العمل في هذا الاتجاه لما حدث أي خلاف بينهم.

          وتحدث سموه عن دور الجامعة العربية قائلاً: إذا ذكرت الجامعة فلا يعني هذا مجرد ذكر اسمها أو المبنى الذي تعقد فيه الاجتماعات، بل الدور الذي يقوم به أعضاؤها، والثقة المتبادلة فيما بينهم، وهم المسؤولون عن إيجابية القضايا المعروضة عليها، ولقد قامت الجامعة العربية في السابق بدور فعال في معالجة القضايا العربية، ونأمل أن تقوم في المستقبل بجمع كلمة العرب، وبتوجيه جهودهم لحل القضايا المشتركة، أما بصدد المقترحات الرامية لتعديل الميثاق، فإني أعتقد أن القضية هي أعمق من تعديل في الميثاق، لأن الثقة المتبادلة، والنوايا الحسنة إذا توفرت سهل كل شيء، وكل ما أرجوه من الله أن يوفق العرب للعمل لمصلحة العرب، مع إنكار الذات في سبيل المصلحة العربية العليا.

          ورد سموه المعظم على سؤال عن رأيه في قضية فلسطين، وعن العلاقات القائمة بين الأردن والمملكة فقال: إن الأردن بلد عربي صديق، وإن قضية فلسطين قضية جميع العرب، وعلى الدول العربية توحيد كلمتها، وإخلاص نيتها كي تتمكن من إيجاد حل يعيد لأهالي فلسطين حقهم في وطنهم السليب.


 


1. أم القرى العدد 1967 في يوم 25 ذو القعدة، 1382 الموافق 19 أبريل 1963

<1>