إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

     



خطاب الفيصل بمناسبة افتتاح الخزان الكبير في جدة(1)

أيها الإخوان:

          السلام عليكم ورحمة الله. لقد رغب إليّ الزميل الشيخ عثمان باعثمان والإخوان، أن أقول كلمة، وفي الحقيقة إنني في حيرة ماذا أقول؟ وقد سبقني من سبق من المتكلمين، وقد قال الأستاذ عثمان باعثمان، على لسانه في إلقاء كلمته، شرحت كل ما يمكن أن يشرح عن هذا المشروع الجليل، ولقد تفضل بعده كثير من الإخوان في إلقاء كلمات تناولت جوانب كثيرة من المشروع، وزادت على ذلك جوانب أخرى؛ لذا أردت أن أتناول بالبحث فيما يخص جلالة الملك عبدالعزيز فماذا سأقول؟

          هناك مثل سائر لدينا، نحن العوام، يقول: "شهرته تغني من تحديده" وفي أي جانب، وفي أي زاوية، وفي أي شطر من نواحي حياة الملك عبدالعزيز أو أعماله؛ يمكنني أن أقول، أو أتطرق إليها في كلمة وجيزة مثل هذه الكلمة؟ ولكن الشيء الوحيد الذي يمكنني أن أقوله هو: "رحم الله الملك عبدالعزيز".

          أيها الإخوة: حاجة النفوس وحاجة الحياة للماء معلومة، وقد ورد هذا في نص الكتاب العزيز، وليس هناك شك، في أن العمل لإيجاد الماء لبني الإنسان، ولكل حي في الدنيا، من إنسان، وحيوان، وجماد، ونبات، وأشجار، هو شيء ضروري، وليس فيه مجال للبحث، ولكن البحث هو فيمن يقدره الله على أن يعمل.

          كلنا ندعي العمل، وندعي أننا مجتهدون، وكلنا ندعي أننا مخلصون، وأرجو أن نكون كذلك، ولكن الشيء الوحيد الذي نطلبه من الله هو؛ التوفيق إلى أن نحقق هذه المعاني السامية فينا جميعاً.

          لقد تطرق الإخوان إلى مقدار ما يصل، أو يمكن أن يصل، إلى جدة من الماء، وكان بيان رئيس مجلس الإدارة أنه يصل الآن حوالي أحد عشر مليوناً، وأحب أن يكون مفهوماً لدى الجميع؛ أن هذا لم يصل إلى البلد إلى الآن، ولكن هذا الموضوع مشروع الآن، وسيصل في هذه السنة إن شاء الله أو بعده "كذا يا شيخ عثمان" "إيه نعم".


1. أم القرى العدد 2027 في 23 صفر 1384 الموافق 3 يوليه 1964

<1>