إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



المواطنين أن يعيشوا براحة، وأن يفعلوا ما يريحهم، ولكن كذلك نريد أن نؤمن الماء لمن هو محتاج إليه من غير أصحاب الحدائق.

          وفي اعتقادي، أن ورود ذكر الحدائق في خطاب رئيس المجلس، وفي كلمة الأخ عزيز ضياء، ليس القصد منه محاولة حرمان المواطنين من أن يكون لهم حدائق، وأن يكون لهم جناين، وأن يكون لهم متنفس يتنفسون فيه وينبسطون إليه، ولكنها محاولة فقط؛ لأن المرفه فينا يجب أن ينظر إلى الثاني المحتاج إلى المياه، فعلى المرفه وعلى الموسر، الذي أعطاه الله، سبحانه وتعالى، بسطة من الرزق أن يهتم كذلك في أمر أخيه الذي لم يصل إلى المستوى الذي يريده أو أن رزقه كان مقدوراً.

          من هذه النواحي فيجب أن تكون لنا نظرة إلى بعضنا البعض، وأن نتساوى على الأقل بالشعور بأن هناك محتاجاً بل محتاجين يجب علينا أن نراعي هذه الاحتياجات، فإذا  كان كبيرنا عطف على صغيرنا، وغنينا عطف على فقيرنا، وموسرنا عطف على محتاجينا، فربما نحقق ما هو مطلوب منا، وما وصفت به هذه الأمة في كتاب الله كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ (آل عمران:110) فهي وصفت بهذا الوصف لأنها؛ دائما تشعر بالخير، وتستهدف الخير، وتعمل الخير.

          فأنا أعتقد أن ورود هذا الذكر في كلمات السابقين هو من باب لفت النظر فقط، وأنه يجب على الموسر أن يراعي كذلك الناحية الثانية أو الشق الثاني من الذين هم في حاجة إلى الشرب فقط، وليس للحدائق أو الفواكه.

          أردت بهذا أن أنوه وأوضح، حسب اعتقادي، أنه ليس للإخوان قصد في أن يحرموا أي صاحب بيت أو صاحب حديقة من أن يكون مرفهاً أبداً، ولم يخطر ببالي، ولكن خطر ببالهم ذكر أصحاب الحدائق، ونحن إذا قلنا: أصحاب الحدائق، فأرجو أن لا يفهم من هذا أننا نخرج أنفسنا من الحساب، وإنما نحن كلنا مشتركون في الحالة هذه، فعلينا كلنا أن نراعي هذه الناحية، وأن نعالجها بالتعاون، نعالجها بالعطف على بعضنا البعض، ومراعاة أحوالنا هذه، من الناحية التي ورد ذكرها من صرف الماء.

          أما أنا، فأعود إلى مسألة تصفية ماء البحر، فأقول: إن هذا المشروع لا يزال في دور الدراسة، ونحن مهتمون بهذا المشروع، على أمل أن يكون مشروعاً تجارياً ومشروعاً منتجاً للبلاد، ويمكن أن

<3>