إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



          وليس من الغريب، ولا من المستنكر، أن نقع في بعض الأخطاء أو التقصير، ونحن لا نزال في أول الطريق، فالكل يعلم أن هذا البلد الأمين لا يزال في أول نهضته، ويعتبر أنه في أول خطوة يخطوها إلى الأمام.

          ولكننا، بحمد الله وشكره، واثقون من أننا سائرون في طريق الإصلاح، مهما وقعنا فيه من أخطاء أو من تقصير؛ فإن القصد هو الإصلاح إِنْ أُرِيدُ إِلا الإِصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ (هود:88).

أيها الإخوان:

          تتضارب الآراء والأفكار والأبحاث والطرق والوسائل في سبيل الإصلاح، وتختلف النظريات في الوصول إلى هذا الإصلاح، ولكن هناك أساس قائم وهو حكمة الباري، سبحانه وتعالى، التي سنّها لخلقه وهي؛ اتباع الأصلح، وتجنب المشكوك فيه، فما دمنا واثقين من أننا سائرون في طريق الصلاح، ومادمنا واثقين من أننا مخلصون في نوايانا؛ فسننجح بحول الله وقوته.

          إننا نعتقد أن من الركائز المهمة للإصلاح ضمان الحرية في العمل، وضمان الحرية في التصرف، وضمان الحرية في البناء، في حدود.

          إن هذه الحرية لا تتعرض لضرر الغير أو لضرر الصالح العام.

          فما دامت هذه الحرية تتجه إلى الخير، وتتجه إلى البناء، وتتجه إلى السَّيْر إلى الأمام، فنحن بحول الله وقوته، سنضمنها بكل ما يمكننا من قوة.

          وتتجه بعض الآراء إلى اتخاذ بعد الترتيبات، أو بعض التشريعات، لتقييد حرية تصرف الفرد في تجارته، وفي ماله، أو في بيعه، أو في شرائه، ويقال: إنَّ هذا في خدمة الصالح العام، وربما يعتقد من يقول هذا القول؛ إن ذلك حقيقة، ولكننا نعتقد خلاف ذلك. نحن نعتقد أن ضمان الحرية الكاملة التي لا تتعدى حدودها لضرر الغير هو الضمان الأساسي للحرية التي يتطلبها كل شعب ويتطلبها كل بلد.

          نحن لا نريد، ولن نريد، بحول الله وقوته، أن نتدخل في خصوصيات الناس، أو أن نقيد حرياتهم في أعمالهم، أو في اكتساب رزقهم، ما داموا سائرين في الاتجاه الصحيح.

<2>