الفيصل في مؤتمر صحفي بالإسكندرية⁽¹⁾

          عقد صاحب السمو الملكي الأمير فيصل المعظم مؤتمراً صحفياً في الساعة العاشرة من صباح الإثنين الماضي في جناحه الخاص بفندق فلسطين، أعلن فيه أن نتائج مؤتمر القمة العربي الثاني تعتبر نقطة الانطلاق في العمل العربي العام، سواء بالنسبة لقضية فلسطين أو القضايا الأخرى.

          وقد بدأ سموه مؤتمره الصحفي بقوله: حقيقة أنا آسف لأني لم أحضر بياناً يكون مقدمة للحديث، وأعتقد أنه لا لزوم للبيان، والأشياء الرئيسية عن المؤتمر وأعماله ونتائجه كلها معروفة، ليس هناك جديد أقوله للإخوان، وإنما هناك حاجة واحدة يمكن أن أعبر عنها؛ ففي اعتقادي أن نتائج أعمال المؤتمر، وإن كانت الاجتماعات هي امتداداً للمؤتمر السابق، تلك النتائج التي توصلنا إليها هي نقطة الانطلاق في العمل العربي العام، سواء بالنسبة لقضية العرب الرئيسية وهي قضية فلسطين، أو قضايا العرب الأخرى، والنقطة الثانية التي لا تقل أهمية عن مقررات المؤتمر هي التقاء القلوب والنفوس بين الإخوة العرب، وفي اعتقادي أننا صدرنا عن هذه الاجتماعات بقلوب مفعمة بالحب بعضها لبعض والتفاهم التام بيننا، والعزيمة على التعاون لما فيه مصلحة العرب عامة، والسعي لما يؤمن الخير للبشرية أجمعين، ونرجو الله أن يقرن هذه النيات العربية بالعمل الجاد، والإخلاص في سبيل أمتنا ووطننا.

          ثم قال إنني مستعد للإجابة على أي سؤال، وقد أجاب سموه على كل الأسئلة التي وجهت اليه وهي:

          فهناك أن مشكلة اليمن لم تكن بين المسائل التي تضمنها جدول أعمال المؤتمرين، ولكن فهمنا من التقارير التي وصلت للصحافة أن هذا الموضوع كان محل مناقشة بينكم وبين السيد الرئيس جمال عبدالناصر فما هو التقدم الذي أحرزه؟

          ـ صحيح أن هذه المسألة لم تدرج في جدول الأعمال، وفي اعتقادي أن مشكلة اليمن كما هو معروف لدى الجميع هي شيء طارئ، وفي المحادثات التي تمت بين الرئيس جمال عبدالناصر وبيني وبين بعض الإخوان توصلنا إلى تفاهم وتعاون تام في سبيل حل هذا الإشكال، والوصول بالشعب اليمني الشقيق إلى مرحلة من الاستقرار والاطمئنان والحرية.

          هل يمكن أن تعطينا فكرة عن نتائج المؤتمر على ضوء القرارات التي تضمنها البيان الرسمي؟

1. أم القرى العدد 2038 في يوم 12 جمادى الأولى 1384 الموافق 18 سبتمبر 1964

<1>