مؤتمر فلسطين - خطاب الصاحب السمو الأمير فيصل آل سعود (المملكة العربية السعودية) فى 12 سبتمبر 1946
"ملف وثائق فلسطين من عام 637 إلى عام 1949، وزارة الإرشاد القومي، ج 1، ص 833"

خطاب حضرة صاحب السمو الملكى الأمير فيصل آل سعود
(المملكة العربية السعودية)
ألقي في مؤتمر فلسطين بلندن ^(*)
بتاريخ 12 سبتمبر سنة 1946

       بدأ سموه خطابه بقوله إن المملكة العربية السعودية تؤيد اجماليا جميع ما أدلى به مندوبو الدول العربية الأخرى فى الموضوع، وأن من رأيه بعد سماع ما قيل، ان حل الحكم الذاتى الإقليمي غير مرض ورغب فى أن يبحث المشكلة وأسبابها- اذا كانت هناك مشكلة - قبل الدخول فى مناقشات الحل فقال: اذا دققنا البحث لاتضح لنا جليا انه لا وجود لأية مشكلة أصلا، ولو فرضنا ان هناك مشكلة فالعرب ليسوا بمسئولين لأن الأصل فى هذه المشكلة هم اليهود وهى نتيجة مساعيهم ومجهوداتهم نيفا وخمسة وعشرين سنة مضت.

       فقد اتخذت اليهود الديانة سلما للوصول الى اغراضهم السياسية: يوجد فى جميع أنحاء العالم يهود ومسلمون ومسيحيون، انما يحتفظ أتباع كل من هذه الديانات بجنسية البلد التى يعيش فيها. أما فى فلسطين فقد أدت السياسة الصهيونية الى وجود خليط عظيم من الشعوب تعددت فيه الاجناس اليهودية من بولنديين ويوغسلافيين وألمان وجنسيات أخرى عديدة لدرجة تحول دون استحقاقهم لقب " أمة" . وقال سموه إنه يعتقد أن أغلبية عناصر هذه الجنسيات شريرة منكبة على أعمال التدمير والتخريب فهم لذلك خطر داهم يهدد ليس فلسطين فحسب بل جميع بلدان الشرق الأوسط.

       واستمر سموه فى خطابه فقال: عندما نظر العرب الى هذه المشكلة لم يعتبروها مشكلة فلسطين فقط بل عدوا فلسطين جزءا من العالم العربى وكل خطر يهددها يهدد الشعوب العربية وكل مطمح لفلسطين يشاركها فيه جميع العرب. فوجود وحدة أو كيان سياسى يهودى فى فلسطين يهدد جميع البلاد العربية الأخرى. ولا شك أن جميع المندوبين يوافقوننى على وجوب تطبيق المبادئ الديمقراطية على فلسطين.

        وأنه لما يسر حكومة المملكة العربية السعودية كل السرور أن تتعاون مع حكومة جلالة الملك للوصول الى حل لفلسطين يحترم هذه المبادئ الديمقراطية.

       وختم سموه خطابه بشكر المستر بيفين على تهيئته هذه الفرصة آملا فى انهاء هذه المشكلة.

(*) "الوثائق الرئيسية فى قضية فلسطين"- جامعة الدول العربية

<1>