إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

     



خطاب الفيصل في حفل إمارة المنطقة الشرقية(1)

أيها الإخوان:

          يسرني بهذه المناسبة أن أعبر لكم عن عظيم اغتباطي وتقديري لما لمسته منكم من إخلاص وتفان في سبيل ديننا وأمتنا ووطننا.

          أيها الإخوة: إنه من نافلة القول أن أتحدث عن الروابط التي تربطنا، أو تربطكم بنا، فإننا - ولله الحمد - جميعاً ورثنا عن أسلافنا المحبة في الله، والإخلاص له في العبادة، وتحري سبل الخير بما فيه صالح المجموع. وما يهدف إلى البناء الصالح في جميع النواحي.

          إخواني: لقد استمعت إلى ما تفضلتم به من كلمات ترحيبية تعبر عما تكنونه من محبة وإخلاص، ومن أخوة صادقة تهدف إلى ما فيه خير الجميع، ومصلحة الجميع.

          وإنه يسرني أن أستمع إلى كل ما تفضلتم بإلقائه، مقدراً لكم أيها الإخوة الإخلاص في النية، والاتجاه السليم فيما تهدفون إليه. ويسرني أن أعبر لكم أن حكومتكم ليست في معزل عنكم؛ ولكنها دائماً ترعاكم وتعتبر "الأحساء" في مقدمة البلاد التي تخصها بالعناية والرعاية، وإن كانت الحكومة تنظر إلى الجميع بعين المساواة والعدالة. إنكم مقدرون أيها الإخوة ولا شك إننا وإياكم لا نزال في بداية الطريق، ولنحقق ما نتمناه يجب أن تتضافر الجهود الفردية، والجماعية، والحكومية، والشعبية على ما فيه خير الوطن والأمة. إن حكومتكم الساهرة ترعى مصالح البلاد والشعب بكل رعاية، وليس يخفى ما لبلدكم الكريم من المشاريع المتعددة الإصلاحية التي يتطلبها كل بلد، وكل قرية، بل كل فرد، وإن الله سبحانه وتعالى قد جعل قدرة الإنسان بقدر معلوم، لا يمكن أن يحقق ما يريده في لمحة بصر، ولكننا بحول الله وقوته، سائرون في طريقنا معتمدين على الله، قبل كل شيء. أن يوفقنا لخدمة هذه البلاد، وهذا الشعب الكريم. إن الأحساء أيها الإخوة تحظى برعاية كاملة من قبل الجهات المختصة، وقد بدأ الإصلاح، وسيستمر بعون الله وقوته إلى أن تبلغ هذه البلاد أمانينا جميعاً في الرقي التقدم والإصلاح، ولقد بدئ في فتح الشوارع ورصفها، ولقد بدئ في إنشاء المراكز الاجتماعية؛ والتأمين أقصد بالتأمين التنمية الاجتماعية التي تؤمن الفرد والجماعة على مستقبلهم، وتوجههم التوجيه الصحيح.


1. أم القرى العدد 2058 في 11 شوال 1384 الموافق 12 فبراير 1965

<1>