إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



          ولقد بدئ في فتح المستشفيات والمدارس من ابتدائية ومتوسطة وعالية، ولقد بدئ فعلاً في دراسة الإصلاحات الزراعية في هذه المنطقة، وسيبدأ مشروع الإصلاح الزراعي حالاً بعد انتهاء الدراسات، وقد قدر لهذا المشروع فقط إلى أن ينتهي ما يقارب 200 مليون ريال.

          الإصلاح الزراعي هنا يا إخواني ليس إصلاحاً زراعياً كما يفهم الغير، ولكنه إصلاح على أسس مدروسة، تجعل الدولة والمرافق العامة في خدمة المواطن، وليس بالعكس. من هذا أيها الإخوان تتبينون أن حكومتكم ليست بغافلة عنكم، ولا بمعزل عنكم، ولكن الأمور التي تأتي بدون أن تدرس وتوضع لها الخطط اللازمة لضمان المستقبل، وضمان النتائج فهي أعمال تكون طائشة، وغير مرتكزة على قواعدها الأساسية؛ التي تضمن فيها الدوام وتضمن لها البقاء.

          ذكر الأخ مندوب المدارس المتوسطة أنه فاتت سنون دون أن تستثمر الثروة التي بجانبنا، وهي الثروة الغازية في مشاريع نافعة، وأحب أن أعلق على هذه الملاحظة بأن حكومتكم لم تتخل عن هذه الناحية، ولم تتركها، وهي تدرس هذا الموضوع من مدة طويلة، ولكننا كما تعلمون نُريد أن نبني أنفسنا، ونعتمد بعد الله على قوتنا الذاتية، نحن بإمكاننا أن نقول عملنا ونعمل بعض الأشياء البراقة أو التي لا نعرف مدى نتائجها، ولكن يأبى الله أن نعامل وطننا وشعبنا إلا بما نطمئن إلى أنه في صالحهم، وليس مجرد دعاية أو ادعاء، نحن أيها الإخوان في إمكاننا أن نبني أكبر مصنع، ولكن هل بإمكاننا أن ندير هذا المصنع، وأن نضمن النتائج الطيبة التي ترجى من هذا العمل؟ أعتقد أن الأفضل من هذا نهئ أنفسنا قبل كل شيء لنكون قادرين على أن نقوم بمهامنا وعملياتنا، دون الاستناد إلى أجنبي أو غيره. أيها الإخوان، من هذه الناحية فإن الحكومة فتحت عدة معاهد وعدة مدارس مهنية، لماذا تبني هذه المدارس وهذه المعاهد؟ القصد من هذا أيها الإخوة هو إعداد المواطن لأن يكون بناءً، ولأن يكون حجر الأساس في نهضته، وفي تقدم أمته، وفي خدمة وطنه. نريدكم أيها الإخوان، أنتم بأنفسكم تتحملون مسؤوليتكم، وتخدمون بلادكم وأمتكم، وتكون لكم اليد الطولى في أنكم قمتم بما يجب عليكم، وتحملتم المسؤولية كاملة راجين الله أن يوفق الجميع لكل ما فيه الخير والسعادة لهذا البلد. وهذا الشعب الكريم، نحن في إمكاننا كما قلت، يا إخواني، أن نبني مصانع، وأن نعمل مؤسسات كبيرة جداً، ونحن - ولله الحمد - قادرون بمشيئة الله على ذلك، ولكن هل هذا يكفي؟ هل يراد منا أن نستورد الجيوش من الخبراء والفنيين أو الذين يقومون بإدارة هذه الأعمال ونسيرها من الخارج؟! أظن أن هذا ليس في مصلحتنا، ولا في مصلحة وطننا طبعاً أنا ما كنت أحب أن نتطرق إلى هذه الناحية من الغايات التي نحن نستهدف إليها؛ لأننا تعودنا أن تتكلم الأعمال قبل أن تتكلم الألسن، ولكنني أيها الإخوان أحببت أن أبين لكم طرفاً مما نريده، وطرفاً نهدف مما إليه، حتى تطمئن

<2>