إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

     



نفوسكم، وتعرفون أن حكومتكم ليست في معزل عنكم وليست في معزل عما ينفعكم، ويكون فيه خير دينكم بحول الله وقوته وخير دنياكم كما قلت في الأول.

          إننا أيها الإخوان: لا نزال في بداية الطريق، وإذا قدرت الأزمنة والأيام على أعمال الأمم، فاعتقد أن الأيام والسنوات التي قضيناها من يوم ما اتجهنا إلى الإصلاح، بعد أن مكن الله لكم ولنا من إيجاد الموارد التي تمكننا من تنفيذ رغباتنا في الإصلاح؛ أعتقد أن المدة الزمنية التي مرت علينا هي أقل بكثير مما توصلنا إليه، إذا قسنا هذا بما جرى أو يجري في بلاد أخرى، وأنا لا أقول هذه من عندي، ولكن سمعته من كثير ممن أتوا إلى هذه البلاد من خارجها، ومن جميع الأجناس، وجميع الطبقات. ليس هذا أيها الإخوان محاولة مني لأن أقنعكم، أو أقنع نفسي بأننا وصلنا إلى ما نريده، ولكن هذا من باب القياس فقط. وأما الذي نريده ونصبو إليه فهو أكثر بكثير مما وصلنا إليه، لأننا كما قلنا لا زلنا في أول الطرق، ونحن نأمل أن لا يمضي وقت طويل إلا وتكونون أنتم، أبناء هذا البلد الكريم، تحملتم المسؤولية، وسرتم في واجبكم كما يراد منكم ثم تقدمتم ببلدكم العزيز إلى المصاف الأولى بين الأمم بحول الله وقدرته.

أيها الإخوة:

          ما كنت أود أن أتطرق إلى شيء من هذه الأشياء في هذه المناسبة التي ألتقي بكم فيها، ولكن دفعني إلى ذلك ما سمعته من أغلب المتكلمين من استنهاض لنا لخدمة هذه البلاد، وأنا طبعاً لا آخذ عليكم في هذا أبداً، ولكني أحببت أن أطمئن إخواني إلى أننا كإخوان، وكمسؤولين، في خدمة هذا الوطن والشعب الكريم لسنا غافلين، ولا مهملين، وإنما نسير على خطي ثابتة مدروسة، يعم الخير فيها للجميع، ونخدم فيها أمتنا ووطننا، بحول الله وقوته، بكل ما أوتينا من قوة في سبيل الإصلاح، والنهوض ببلادنا العزيزة.

          لقد تفضل أحد الإخوة وطلب أن أعد إخواني في هذه البلاد بزيارة كل سنة، وأنا أعتقد فيها شيئاً من النشاز بالنسبة إلى علاقاتنا، فإن الإنسان يزور البلد الأجنبي عنه، وانا أعتبر هذه البلاد أيها الإخوة، بلدي ولذلك لا أكتفي بأن أقول إنني سأزورها في كل سنة مرة، أرجو أن أزورها مراراً، وأن أقيم فيها مدة طويلة. فكما يتجه الإنسان إلى بيته، وإلى عائلته، فهو يتجه إلى بلده. ربما في الماضي أو في الأيام الفائتة كانت هناك بعض المشاغل، أو بعض الأمور لم تترك لنا حرية، المستقبل القريب والبعيد سيمكننا بأن ننفذ ما نريده، وأن نحقق أماني في نفوسنا بالوصول إلى إخواننا والجلوس معهم مدة أطول، والتحدث إليهم، والاختلاط بهم، فإن هذه أعز أمنية في نفسي، وفي نفوس من أمثلهم أمامكم أيها الإخوان. ربنا سبحانه وتعالى يوفقنا وإياكم لكل خير وأن يأخذ بأيدينا إلى سبيل النجاح وأن يجعلنا من عباده المخلصين، ومن حزبه إنه على كل شيء قدير. والسلام عليكم ورحمة الله".


<3>