إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



          كذلك نقبنا على المعادن في البلاد فوجدنا عدة أنواع من المعادن، أظنها تزيد على عشرين نوعاً مقسمة على ثلاثمائة منطقة، فهذه الأنواع من المعادن فيها المعادن النادرة، وفيها المعادن العادية، وسنبدأ باستغلالها بحول الله وقوته؛ لأننا اكتشفنا منها بكميات تجارية يمكن الاستفادة منه، ونحن الآن عارضونها على الشركات، وعلى الذين يمكن أن يقوموا بهذه الأعمال بالاتفاق معهم على استثمار هذه المعادن، وما لم يمكن أن ينفذ من قبل الشركات ربما أن تساهم الحكومة بشيء من عندها في هذا المجال، إلى أن يكون في قدرة المواطنين تولي هذه الأعمال بأنفسهم والسيطرة عليها، وفي ذلك الوقت ستتنازل الحكومة من حصتها في هذه المشاريع وتبيعها للمواطنين.

          أما من ناحية ما تفضل به الأخ الخطيب من الناحية الزراعية، واقتراحه بأن  تدفع الحكومة إعانات للمزارعين، فإن الحكومة قد حسبت لهذا الحساب من قبل، وأوجدت البنك الزراعي الذي يؤمن للمزارعين حاجاتهم، وما يريدون من أموال للقيام بما تتطلبه مزارعهم وإنشاءاتهم، أما إذا أردنا أن نجعل كل شيء بالإعانة فربما اتسع هذا على الدولة، فتأتي في موقف فيما بعد تجد نفسها عاجزة عن أنها تقوم بما يجب عليها من إصلاحات ومشاريع؛ لأن التوسع في المشاريع يجب أن يكون على أساس من الخبرة، ويكون على أساس أن نضمن لهذه المشاريع أن تكون مشاريع نافعة ومنتجة، أما المشاريع التي لا تقوم إلا على الإعانة فاعتقد أنه يكون من خطأ الرأي، أو من تقصير الحكومة أن تساعد الموطنين على أن يبنوا مستقبلهم على أشياء لا تقوم إلا على الإعانات، فمعناها انهيار هذه الأعمال، وهذه المشاريع؛ لأنها ليست منتجة، وليست مثمرة، فاعتقد أنه يجب على المواطنين أن يقوموا بالعمل الذي يأمل فيه أو يؤمل فيه بأنه يكون منتجاً ومربحاً بقدر ما يثمر فيه، أما إذا كان يترتب هذا المشروع أو يقوم على أساس الإعانة فاعتقد أنه من باب الأمانة للمواطنين أن ننصح مواطنينا أن لا يتبعوا هذه القاعدة، لأنها غير مضمونة، وأرجو أن يكون الأخ المواطن اقتنع بهذا الرأي، حتى لا نفتح باباً لإخواننا المواطنين أن يندفعوا في سبيل غير مأمون العاقبة.

          لا أريد أن أكرر القول أيها المواطنون في ما سبق وذكر وما سبق وأطلعتم عليه مما أقامته الحكومة من مشاريع صحية، ومشاريع علمية، ومشاريع فنية في جميع المجالات، وإنما يكفي أن أقول إنني ذكرت لكم في العام الماضي أن هناك معهدًا للبترول سينشأ، ويسرني أن أخبركم أن هذا المعهد سيفتتح غداً إن شاء الله، وإن كان العمل قد بدئ به من أول السنة الدراسية حتى نستفيد من السنة الحاضرة، ولكن الافتتاح الرسمي سيكون غداً، وهذا المعهد على حسب ما وضعت المعاهد في العالم لأنه سيقوم على أسس مدروسة من قبل اختصاصيين، وسيكون فيه برامج الجامعات في الدروس العالية، وسيبتعث متخرجوه إلى أي قطر من أقطار العالم، وستكون الشهادات التي يحصل عليها مساوية للشهادات المعمول بها في الجامعات الأمريكية، وستكون الدراسة في هذا المعهد

<3>