دراسة نظرية وتطبيقية في نفس الوقت، حتى إن من يتخرج من هذا المعهد يكون مجهزًا لأن يتولى العمل حالاً، ونأمل أن يثمر هذا المعهد ثمراته في أقصر ما يمكن من الوقت حتى يمكننا أن نستفيد من إنتاجه في الخدمة في بلادنا، وكذلك نحن يسرنا أننا فتحنا الباب لإخواننا من العرب أن يبعثوا بطلاب يدرسوا في هذا المعهد، وقد وصل قسم منهم فعلاً الآن من الجزائر وسيكون في المستقبل إن شاء الله حينما يستكمل استعداده وتجهيزاته مستعداً لأن يقبل الطلاب من جميع البلاد العربية بحول الله وقوته والبلاد الإسلامية.

          أيها الاخوة لم أقصد في هذه الكلمة أن أعدد ما تقوم به الحكومة من باب الافتخار أو المنة، ولكن أردت أن ألمح إلى بعض الأشياء التي وردت على لسان الخطيب المحترم، وأن أخبر المواطنين بأشياء ربما تكون لم تصل إليهم أو لم يعلموها، وإلا فإن ما نقوم به ليس إلا واجباً علينا مفروضاً، وليس لنا الحق بأن نمن به أو نتكرم به على المواطنين أو على بلادنا، وإنما هذا ما يجب علينا القيام به وأكثر منه بحول الله وقوته، ولكن قدرتنا محدودة على حدود استطاعتنا إيجاد الطاقة البشرية التي يمكنها القيام بكل ما يعهد إليها، وأملنا بالله أن نكون بعد وقت قصير مستعدين بأن ننهي لكل ما يجب، تجاه أمتنا ووطننا من مسؤوليات ومن التزامات، حتى تصبح هذه البلاد بحول الله وقوته في مصاف البلاد الراقية المتقدمة علمياً، واقتصادياً، وصناعياً، وزراعياً، بعد أن كانت الآن، بحول الله وقوته، متقدمة دينياً، فأرجو الله أن يحقق الآمال وأن يوفقنا جميعاً للقيام بما يجب علينا، وإنني أشكر الأخ الخطيب في إشارته بأنه يجب على المواطنين أن يقوموا بما يجب عليهم كذلك ليكون التعاون بين المواطن والدولة في سبيل خير المجموع، حتى ننتج ثمرة طيبة تكون نتيجة لتعاون الأطراف المعنية، والأطراف المعنية طبعاً هي الدولة والشعب هم الأطراف المعنية في البلاد، فأرجو الله أن يتجه هذا التعاون للوصول ببلادنا وأمتنا على أفضل وأكرم ما نصبو إليه، إنه على كل شيء قدير، والسلام عليكم.

<4>