إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

     



كلمة للفيصل في تكريم الإمام الهادي عبدالرحمن المهدي(1)

          إنني، قبل كل شيء، أرحب بكم في بلد الله الحرام، وفي وطنكم، وبين أهلكم وذويكم. وقال جلالته: لقد شرفنا الله بخدمة الأماكن المقدسة، ومَنَّ علينا بأن نستقبل وفود إخواننا المسلمين من أقطار الأرض، غير أن سرورنا أكبر وأعظم حينما يكون الوافدون إخوة لنا، ولهم مقام بين إخوانهم في وطنهم وفي الوطن الإسلام الكبير. أيها الأخ الكريم لقد وفرت علي أن أتطرق إلى ما يربط البلدين من روابط أصيلة إسلامية وعربية، وإنني لأقدر كل التقدير ما تفضلتم به من الدعوة إلى التعاون والتعاضد في سبيل ديننا الحنيف، لخدمة بلادنا الحبيبة، وبذل الجهد فيما يصلح شأن أمتنا، والارتقاء بها إلى المستوى اللائق بين الأمم والشعوب، وإنني لمتأكد بأن ما يشعر به إخوانكم في هذه البلاد، هو نفس ما تشعرون به من محبة وإخاء، ومن رغبة أكيدة في التعاون في سبيل الله، ثم في سبيل الوطن والأمة، وإننا لنرحب جميعاً، شعباً وحكومة، بكل تعاون، وبكل عمل يكون من نتائجه خدمة البلاد والأمة وديننا الحنيف، وحينما أقول: البلاد فإنني لا أقصد هذه البلاد، أو تلك، حيث إننا جميعاً أمة واحدة. إن هذه البلاد أيها الأخ الكريم؛ لها من مركزها الديني، ما يجعلها مسؤولة، وعلينا واجبات كثيرة تجاه إخوانها، وعلى الأخص، إذا كانوا إخوة في الدين وفي العنصر وفي الجوار وفي المصلحة وفي الهدف. وإننا ليسرنا جميعاً بأن نؤدي شيئاً من الواجب تجاه إخوان لنا تربطنا بهم روابط كثيرة ومتعددة، ومن أهمها؛ العقيدة والدعوة إليها، والمحافظة عليها، وذلك فضلاً عن روابط الدم والجنس والجوار. وإننا لنتتبع بفخر واعتزاز جهادكم المشكور في سبيل دينكم وبلادكم، ونحمد الله الذي أتاح لنا أن ندرك الزمن الذي نرى فيه ثمرة هذا الجهاد، ولئن صادفتكم بعض المتاعب والمصاعب والمشاكل، التي لا تزال بعضها يعترض طريقكم، ونحن واثقون من أن الله ينصركم على من يقف في طريق الحق والخير.

          أيها الأخ الكريم: إنني أضم صوتي إلى صوتكم، وأطلب من أبناء وطننا أن يعملوا في هذه البلاد على توثيق التعاون وتوطيده وتقويته مع إخوانهم في بلادكم، وإنني لمقدر كل التقدير ما تفضلتم به من اهتمامكم بما يجابه الجميع اليوم، مما يجري في وطننا الشقيق، وهو اليمن. وإنني أشكر السودان الشقيق على دعوته لإيجاد حل لهذا النزاع الدموي، وذلك لسعيها في اجتماع الكويت لوضع حد لمأساة دامية مؤسفة في البلد الشقيق اليمن، وإنه ليؤسفني أن هذا المسعى لم يبلغ النتيجة المرجوة، وذلك لأسباب ربما أن الوقت لا يسمح بزجها ولكنها، مع الأسف، لم تصل إلى غايتها


1. أم القرى العدد 2082 في 9 ربيع الثاني 1385 الموافق 6 أغسطس 1965

<1>