إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



المنشودة، ولم تبلغ ما أريد لها من وصول ومن تفاهم، وإنهاء هذه المشاكل والمذابح الدامية بين أبناء البلد الواحد ويسعدني أن أخبركم أنه يوجد في المملكة، في الوقت الحاضر، وفود تمثل جميع الجوانب والفئات المعنية في اليمن، بما في ذلك الجمهوريين والملكيين والفئة الثالثة أو ما يسمى بالقوى الشعبية، وهم الآن موجودون في الطائف جميعاً، ونحن نسعى، بكل ما أوتينا من قوة، بأن نقرب بين وجهات النظر، ونجعل الإخوة يعودون إلى الإخاء والوئام، وينهون الشقاق والخلاف، وليتفقوا على ما فيه مصلحة دينهم وبلدهم وأمتهم، متناسين ما حدث، أو ما يحدث، بينهم من شقاق وفتنة، متعاهدين بينهم على أن يقوموا بما يجب عليهم نحو دينهم ووطنهم، بصرف النظر عن أي اعتبار آخر، وإننا لنرجو الله، سبحانه وتعالى، أن يوفقنا في أن نبلغ غايتنا لمساعدة إخواننا، وإننا لا ننسى أبداً مساعدة إخوة لنا في السودان في سبيل التفاهم، وفي سبيل الوصول إلى الغاية المرجوة، وإننا لا نزال نطلب هذه المساعدة في تذليل المشاكل، وإيصال البلد الشقيق إلى ما يصبو إليه من أمن واستقرار واستقلال، وليجد فرصة بأن يقرر ما يراه بنفسه، دون أن يكون هناك أي مؤتمر خارجي، سواء منا أو من غيرنا، نحن لا نطلب إلا أن تتاح لإخواننا الفرصة بأن يقرروا ما يريدوه، وأن يبتعدوا جميعاً عن التدخل في شؤونهم الداخلية، وفيما بعد، حينما يقرروا ما يريدون، وتستقر أمورهم، وينالوا استقلالهم، ويبتعد عنهم كل تدخل أجنبي، ونحن على استعداد كامل لبذل كل ما في إمكاننا من مساعدات ومعونات، فيما يصلح شأن البلد ويكون هذا برغبة منهم ورضاهم وباختيارهم، فإنه ليس لنا، ولا لغيرنا، ليفرض على أي بلد بعيد، فما بالك إذا كان عربياً شقيقاً، لنفرض عليه ما يريد لا ما يريدون، وأظن أنه من أبسط الحقوق لبني الإنسان، في أي بلد كان، أن يكون له حق في أن يقرر مصيره بحرية، وليس لأي بلد آخر أن يفرض على البلد الثاني أي نوع من أنواع الحكم أو النظام، وأرجو الله، سبحانه وتعالى، أن يوفقنا جميعاً إلى ما نصبو اليه في خدمة ديننا وبلادنا، وأن يوفقنا للعلو بهذه الأمة إلى المقام اللائق بها، وإننا لنتتبع، كما قلت سابقاً، حركتكم بالدعوة إلى الإسلام وفي نشر التعاليم الإسلامية، وفي الجهاد في سبيل الإسلام، منذ بزوغ فجر الإمام المهدي، وأولاده، وأحفاده، وسائر إخوانهم في البلاد، وذويهم، وإنه من باب الصدف الخيرة، أن تكون حركة السودان، في سبيل الله ونشر الدعوة الإسلامية، ربما لا يكون بينها وبين حركة نجد تاريخ طويل أو بعيد، هو في غايتها الدعوة لدين الله، وتحكيم كتاب الله، وتنزيه الدين الإسلامي من كل الشوائب التي تعترض سبيله، وهذا لا يستغرب إذا وجدنا من بعض العناصر بعض المعادين للإسلام الوقوف في سبيل هذا الاتجاه، ونحن لا نستغرب هذا أبداً، ويجب علينا أن نستعد لمقاومته، ولكن الذي نستغربه ولا يمكن أن يُهضم، إذا كان هناك بعض العناصر المسلمة، أو التي تدعي أنها مسلمة، أن تكون حرباً عليكم أو علينا، وأن تقف في سبيل نشر الإسلام، وفي سبيل تحكيم كتاب الله وسنة رسوله، وأن تساعد على دخول بعض المذاهب أو بعض العقائد، أو نشر بعض الاتجاهات التي تتعارض مع الدين الإسلامي والشريعة الإسلامية في ربوع إسلامية وأحياء إسلامية.

<2>