إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

     



كلمة للفيصل مع ضيوف بيت الله الحرام(1)

بسم الله الرحمن الرحيم

          الحمد لله والصلاة والسلام على سيد المرسلين،

          أيها الإخوة المسلمون: إننا نرحب بكم في رحاب بيت الله العتيق، ونسأله تعالى أن يجعل حجكم مبروراً، وسعيكم مشكوراً، وذنبكم مغفوراً.

          إخواني: إنكم، في هذا الموقف العظيم، مجيبين داعي الله لحج بيته الحرام، وأداء مناسكه، تتجهون بأبصاركم وقلوبكم إلى المولى القدير، طالبين منه الرحمة والغفران، والهداية والسداد.

          إخواني: إننا اليوم، وفي هذا العصر الذي يتعرض الإسلام فيه إلى امتحان واختبار وبلوى، نتجه بأفئدتنا إلى العلي القدير؛ أن يثبتنا جميعاً، أن يهدينا سواء السبيل، وأن ينير لنا طريقنا القويم.

          أيها الإخوة: إن الإسلام هو دين المحبة، دين الأخوة، دين السلام، دين القوة، دين العلم، دين البناء، دين التقدم، دين الفضيلة. لم يبق فضيلة ولا مكرمة إلا ودعا إليها، ولم يبق رذيلة إلا وحذر منها، فحينما نقوم، أيها الإخوة، بالدعوة إلى الله سبحانه وتعالى، وإلى اتباع ما جاء به كتابه وسنة نبيه، فإنما تؤدون واجباً مفروضاً عليكم تجاه ربكم، وتجاه دينكم، وتجاه أنفسكم، فإذا كانت الدعوة الإسلامية، في هذه الأيام، تتعرض لبعض الموجات من فئات، لا نقول فيها، إلا أن نسأل الله سبحانه وتعالى لها الهداية. فإن واجب المسلمين أن يتكاتفوا، وأن يثبتوا لما يصيبهم من مكاره، وما يعترض سبيلهم من صعاب، وعليهم أن يسعوا إلى ما يؤلف بين قلوبهم، ويقرب بينهم، ويبذر بذور المحبة والأخوة والتعاون، فيما يصلح دينهم ودنياهم.

          أيها الإخوة المسلمون: لقد قيل عما نقوم به اليوم من دعوة إلى الإسلام، وإلى اتباع كتاب الله وسنة رسوله، وإلى تقارب المسلمين وتعاونهم، قيل في هذا الأقاويل واعترض المعترضون، وشوش المشوشون. ولكني كأخ أقول لكم اليوم، وبكل صراحة. إنَّ ما ندعو إليه هو أن يتقارب المسلمون، وان يتحابوا، وأن يتعاونوا وأن يشد بعضهم أزر بعض في كل ما يلزمهم في أمر دنياهم وأخراهم. نحن لا نقصد أبداً، أن المسلمين يعتدوا على أحد، ونحن لا نهضم أياً حقه، ممن يؤمنوا بالله ويشاركوننا في توحيد الله، من أي لون، ومن أي جنس، ومن أي مذهب، ولكننا ندعو إخواننا المسلمين أن يكونوا يداً واحدة، وأن يحكموا كتاب الله وسنة رسوله، وألا يلتفتوا لأي نظام أو مذهب أو قانون وضعي، يخالف ما جاء في كتاب الله وسنة رسوله، فإذا كانت هذه الدعوة، يا إخواني،


1. أم القرى العدد 2115 في 17 ذو الحجة 1385 الموافق 8 أبريل 1966

<1>