إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

 



الملحق الرقم (8)

كلمة الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود
رداً على كلمة الرئيس الأمريكي، ليندون جونسون
واشنطن، 20/6/1966 (1)


يا صاحب الفخامة
         إنه ليسرني، أن أتقدم إلى فخامتكم ببالغ الامتنان والشكر، على ما تفضلتم به من عبارات، إن دلت على شيء، فإنما تدل على ما لفخامتكم من مكانة عظيمة، وروح طيبة، وشعور نبيل. إنه في الوقت الذي تفضلتم، فخامتكم، وقلتم بأنكم انتظرتم هذه الزيارة وقتاً طويلاً، فإنني، كذلك، من ناحيتي، كنت منتظراً لقاء فخامتكم، لما لفخامتكم من المكانة، ليس في أمريكا فقط؛ وإنما في العالم أجمع.

يا صاحب الفخامة
         إننا نلتقي معكم فيما تفضلتم فيه، من أمل في إيجاد عالم، يسوده السلام والرخاء، وتسوده المحبة والعلاقات الخيرة. لقد تفضلتم، فخامتكم، فذكرتم في خطاب لكم، في مايو الماضي، وقلتم إنكم تريدون مجتمعاً، تحترم فيه كل أمة حقوق الأمة الأخرى، يرفرف عليه السلام. إنني أؤكد لفخامتكم، أننا متفقون معكم في هذا الاتجاه تمام الاتفاق ... إننا، في هذه الأيام، التي يتجاذب العالم فيها عدة تيارات، وعدة مشاكل، نريد عالماً، تسوده الحرية، ويسوده السلام، ويسوده التعاون، وتسوده المحبة. لقد فرضت علينا هذه التيارات، وهذه الاتجاهات، أن ندافع عن مبدأ الحرية، ومبدأ الاستقلال، ومبدأ الخير والاستقرار، في العالم أجمع.

        إن هذا الدفاع، يفرض علينا أن نؤمن بالله، قبل كل شيء؛ وبعد ذلك، أن نسلك خير السبل، لتمكين هذا العالم، وهذه الشعوب، من أن تعيش بسلام واستقرار ومحبة. إنني، كما تفضلتم، فخامتكم، لست بغريب عن هذه البلاد، وقد لمست في هذا الشعب، وفي مسؤوليه، من أول زيارة قمت بها ـ محبتهم، وإيمانهم بالحرية والاستقرار والخير للجميع. ومنذ ذلك الوقت، سعيت، بكل ما في طاقتي، بأن أقرب بين الشعب الأمريكي والشعوب العربية أجمع. وإنني ـ ولله الحمد ـ قد نجحت بعض النجاح، وإن كان يسود العلاقات العربية ـ الأمريكية، في بعض النواحي، في هذه الأيام ـ ما يسودها؛ ولكنني مطمئن إلى أن النتيجة، ستكون ـ بحول الله وقوته ـ تعايشاً بين العرب وأمريكا، على ما فيه خير الجميع. إننا إذا سرنا في طريق إيجاد سلام، يقوم على الحق والعدالة، ويشجب الاعتداء، واغتصاب حقوق الغير، فإننا سنصل ـ بحول الله ـ إلى نتيجة سليمة.

يا صاحب الفخامة
         لقد تفضلتم، وأشرتم إلى ما نقوم به في بلادنا، من محاولة لإيجاد سبل الخير والتقدم لشعبنا. إن ما نقوم به، يا صاحب الفخامة، لا نزال نراه غير كاف، لما نتطلبه، ولما يطمح إليه شعبنا، من تقدم ورفاه ورخاء. ولكننا نسير في طريقنا، حسب إمكانياتنا وقدراتنا. وإننا لنرجو، مخلصين، أن نصل إلى الغاية، التي نصبو إليها، ويطمح إليها شعبنا، في أقرب وقت ممكن. وإنه ليسعدني، يا صاحب الفخامة، أن أكون وزملائي، ضيوف فخامتكم، وضيوف الشعب الأمريكي الصديق. وإنني لأرجو، كما تفضلتم، فخامتكم، أن تسفر مباحثاتنا، في الأيام القليلة القادمة، عما فيه الخير لشعبنا، وللعالم أجمع ـ إن شاء الله.

وأجدد شكري لفخامتكم، على ما لقيناه في هذا الاستقبال الكريم، من حفاوة وتكريم.


 


(1) جريدة أم القرى العدد الرقم 2126 الصادر في 5 ربيع الأول 1386 هـ، الموافق 24 يونيه 1966م، ص1، ص أ.