إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

     



كلمة الفيصل في مهرجان شعبي بجدة بمناسبة عودة جلالته
من زيارة أسبانيا والولايات المتحدة الأمريكية
(1)

بسم الله الرحمن الرحيم

          إخواني وأبناء وطني، أحييكم تحية الإسلام، وأتقدم إليكم كأخ وخادم لأعبر لكم عما أشعر به من فخر واعتزاز، لأنني منكم وابنكم ومثلكم.

إخواني:

          في هذه المناسبة أحب أن أعرب في هذه اللحظة عن شكري وامتناني، بل شكركم أنتم وامتنانكم لما لقيناه في البلاد التي زرناها من حفاوة وتكريم، إن دل على شيء فإنما يدل على ما تشعر به هذه البلاد لكم من إجلال وتعظيم، ولقد لقينا أيها الإخوة من رجالات أسبانيا، ومن شعب أسبانيا، كل حفاوة، وكل تكريم اشترك فيه الصغير والكبير، والرسمي وغير الرسمي، ولقد رأينا في الأندلس ما رأيناه من مآثر أسلافكم، حينما كان أسلافكم يجاهدون في سبيل الله، نصروا الله فنصرهم وثبت أقدامهم، وخلدوا للتاريخ آثاراً لن تمحى، وإنه لمما يزيدنا سروراً أن من كانوا يرافقوننا في هذه الرحلة إلى الأندلس يعترفون صراحة لما للمسلمين وعرب الجزيرة من مآثر خالدة، وأخلاق فاضلة، ودولة كانت في مقدمة الدول، بل هي كانت الأولى في زمانها، ولقد لمسنا أيها الأخوة لدى الشعب الأسباني محبة ورغبة أكيدة في توثيق الصداقة بينهم وبينكم، وإنهم ليسعون جاهدين للتقرب إليكم، ونحن لن ننسى لأسبانيا مواقفها التاريخية مع الأمة العربية في جميع الأوقات.

          وقد ارتحلنا وزرنا الولايات المتحدة، ولقينا كل إكرام، وحسن استقبال من فخامة الرئيس لندون جونسون، ورجال حكومته، ومن الشعب الأمريكي، ولقد لمسنا فيهم رغبة صادقة في توكيد الصداقة والاهتمام بأمركم أيها الإخوان في جميع النواحي، وإذا كان هناك من بعض الأفراد وبعض العناصر التي تحتويهم الولايات المتحدة من أراد أن يعكر صفو هذا التلاقي، فإن هذا لم يؤثر بشيء لا لدينا ولا لدى الأمريكان، وإنما كانوا محل سخرية واستهزاء من لدن الجميع، بما في ذلك الصحافة والتليفزيون، وإن الشعب الأمريكي قد أظهر من نبالة الخلق والكرم ما عبر به عن سخطه عن هذه الفئة الضالة، التي تريد أن تكسب باسمه، وعلى حسابه، ما لم يكن في مصلحته، ولا في اتجاهه.


1. أم القرى العدد 2128 في 19 ربيع الاول 1386 الموافق 8 يوليه 1966

<1>