إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

 



الفيصل في مكة مع الشعب(1)

          بسم الله الرحمن الرحيم

          أيها الإخوة الكرام

          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

          ماذا أقول .. أيها الإخوة ؟ وقد غمرتموني بهذا الشعور الفياض والحب الخالص من قلوب ملؤها الإيمان والإخلاص لله سبحانه وتعالى، قلوب تعودت على أن تظهر الحق، وأن تتجنب الباطل، وأن تدخص النفاق والرياء.

          وإنني، حين أتحدث إليكم، أيها الإخوان؛ فإنما أتحدث كأخ وكمواطن يلتقي بمواطنيه، وفرحه أن يراهم، ولله الحمد، مؤمنين بربهم، مخلصين لوطنهم، عاملين لما فيه خيرهم، دنيا وآخرة، فأي شعب تكتمل له هذه الصفات، فسيصل، بحول الله، إلى مبتغاه وإلى المكانة التي يطمح اليها.

          فعلينا جميعاً، أن نعتصم بحبل الله، وأن نعتمد عليه في سرنا وعلننا، وأن نقوم بما يجب علينا في خدمة وطننا وأمتنا، كل في حقله، وكل في دائرته، وكل حسب اجتهاده، والله، سبحانه وتعالى، قد أمر بالتعاون على التقوى، وليس هناك تقوى أجمل ولا أعلى من أن يتقي الله ربه في نفسه، وفي أهله، وفي أمته، وفي وطنه.

          أيها المواطنون الأعزاء: لقد طالت غيبتنا عليكم، والله يعلم أن هذا ليس بودنا، ولكن الظروف التي حكمت علينا بهذا الإبطاء ليست بخافية عليكم، والحمدلله على هذا اللقاء بيننا ونرجوه، سبحانه وتعالى، أن يديم علينا نعمة الإسلام، وأن يوفقنا جميعاً للتمسك بهذه الشريعة السمحة، وأن نقوم بما يجب علينا جميعاً نحو أمتنا ووطننا. إنه على كل شيء قدير. والسلام عليكم.


 


1. أم القرى العدد 2129 في 26 ربيع الأول 1386 الموافق 15 يوليه 1966

<1>