إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

     



كلمة الفيصل في الترحيب بالرئيس الصومالي آدم عبدالله عثمان في زيارته للمملكة(1)

بسم الله الرحمن الرحيم

يا صاحب الفخامة:

          إننا إذ نحييك ونرحب بك في هذه البقاع المقدسة فإننا نحيي فيك الإيمان بالله، والكفاح في سبيل الله، وفي سبيل الوطن والمواطنين. ولا غرو فإن العالم يشهد لكفاحك الطويل في سبيل دينك، وفي سبيل أمتك ووطنك، ولذلك حينما تقابل بالترحيب من قِبل شعب مؤمن بالله، يقدر للأبطال حقوقهم، ويكبر في المكافحين كفاحهم؛ فإن هذا شيء طبيعي بالإضافة إلى أن هذا الشعب الذي يستقبلك اليوم قد أكرمه الله سبحانه وتعالى بجوار بيته ومسجد رسوله، وجعل هذا البلد المقدس منطلقاً لدعوة أشرقت على العالم أجمع بما تحتويه من معارف، من عدالة إحقاق للحق، ومن تطبيق لجميع المبادئ السامية التي حض عليها كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فليس غريباً على هذا الشعب الذي هو وارث الأسلاف الماضيين أن يرحب ببطل الإيمان، بطل الكفاح، بطل الجهاد في سبيل الله، وفي سبيل أمته ووطنه.

          فخامة الرئيس:

          إن الدعوة التي كان لكم شرف البدء بها وهي الدعوة إلى التقارب الإسلامي والتفاف المسلمين حول بعضهم البعض، لهي دعوة يحق على كل مسلم أن يكبرها ويكبر مقترحها ويؤيده في اتجاهه وفي مراميه، وإنك يا فخامة الرئيس حينما اقترحت عقد مؤتمر قمة إسلامي فإنك قصدت بذلك لقاء المسلمين فيما بينهم على أعلى المستويات، وقصدت بذلك قبل كل شيء تعارف المسلمين فيما بينهم، بعد أن لعبت بهم أيدي الاستعمار، ومزقتهم شر ممزق، وباعدت بين مفاهيمهم وبين مداركهم، فأردت بدعوتك أن يلتقي المسلمون على أعلى المستويات؛ ليبرزوا للعالم أنهم أمة واحدة كما ذكر في القرآن: وقال سبحانه وتعالى: إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُون (الأنبياء:92)، القصد من ذلك أن المسلمين يوحدوا العبادة لله، سبحانه وتعالى، وأن يكرسوا جهودهم لما فيه صالحهم وليس القصد من ذلك أن يكونوا أعداء لأحد، أو أن يقصدوا شراً بأحد، وإنما يكونوا إخوة متحابين، متعاونين على التقوى وعلى الفلاح وعلى التباحث فيما يصلح دينهم ودنياهم.

          وإنه لشرف عظيم لشعب المملكة العربية السعودية أن يستقبل فخامتكم بروح أخوية، روح مؤمنة بالله صادقة في إيمانها، إيمان ليس فيه زيف ولا تملق وإنما إيمان صادر عن قلوب مطمئنة مؤمنة


1. أم القرى العدد 2132 في 18 ربيع الثاني 1386 الموافق 5 أغسطس 1966

<1>