إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

     



كلمة الفيصل في حفل العشاء المقام تكريماً للرئيس
الصومالي آدم عبدالله عثمان
(1)

بسم الله الرحمن الرحيم

          يا صاحب الفخامة، أيها السادة؛ إنني يسرني أن أعبر لفخامة الرئيس عن عظيم شكري وامتناني لما تفضل به من عبارات إن دلّت على شيء فإنما تدلّ على ما يتحلى به فخامة الرئيس من إخلاص ومحبة وإيمان بالله سبحانه وتعالى.

فخامة الرئيس:

          إن الدعوة التي تفضلتم فخامتكم وأجبتموها لزيارة هذه البلاد المقدسة جعلت شعب المملكة العربية السعودية وحكومتها في فرحة وسرور، منذ أن حللتم هذه الأراضي المقدسة، وإن كنا لا نعتبر فخامتكم إلا بين أهلكم ومواطنيكم، فإنكم ولا بد تلمسون هذه الفرحة، وهذا السرور أينما حللتم، وأينما سرتم.

          لقد تفضلتم يا فخامة الرئيس، وذكرتم ما يربط البلدين والشعبين من روابط المحبة والأخوة، والعلاقات الوثيقة العظيمة، وإنني لأؤكد لفخامتكم أن هذا ما يشعر به شعب المملكة العربية السعودية وحكومتها؛ فإن العلاقات التي تربط بين البلدين أصيلة، ومتينة، وقوية، وأملنا بالله سبحانه وتعالى أن تزداد قوة ومتانة على مرّ الزمن والأيام.

          لقد تفضلتم وذكرتم عن جهاد البلد الشقيق الصومالي في سبيل الحرية والاستقلال. وإن هذه البلاد شعباً وحكومة، طوال الحقبة الماضية في أيام كفاح شقيقتنا الصومال، لتنظر بإعجاب وإكبار إلى ما قام به الشعب الصومالي الشقيق بزعامة قادته المخلصين من كفاح وجهاد لنيل الاستقلال والحرية، وإنه ليسر هذه البلاد شعباً وحكومة أن كان لها عظيم الشرف في الاشتراك مع إخوانها في الصومال في كفاحهم في سبيل حريتهم واستقلالهم، سواء من الناحية المادية أو المعنوية.

          وإن ما تعانيه الآن الشقيقة الصومال من مشاكل وأحداث فإنها ولا شك تحزّ في قلوب ونفوس أبناء هذا البلد، وإنه لطبيعي جداً أن يطلب أي بلد وأي شعب أن ينال حرية تقرير مصيره بنفسه، وألاَّ تتدخل السياسات والأهواء والأطماع في سبيل نيل هذا الشعب أو ذاك الشعب، أو هذا البلد أو ذاك البلد في سبيل نيله حريته واستقلاله،


1. أم القرى العدد 2132 في 18 ربيع الثاني 1386 الموافق 5 أغسطس 1966

<1>