إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



بعضاً ويشد بعضهم أزر بعض، ويخلص بعضهم لبعض، ويمشون صفاً واحداً كالبنيان المرصوص بحول الله وقوته.

          وإنني لأؤكد مرة أخرى بأن هذه الخلافات، أو هذه النزاعات، أو سوء التفاهم لم يكن مصدرها المملكة العربية السعودية، وبحول الله وقوته لن تكون مصدرها المملكة العربية السعودية، وإن المملكة العربية السعودية لترجو مخلصة من أخوتها وأشقائها أن يتفهموا مركزها ووضعها في حقيقته .. فنحن حينما ندافع عن ديننا، وعن عقيدتنا، وعن مبادئنا فليس معنى هذا أننا أعداء لإخواننا، وليس معنى هذا أننا نطمع في أي من بلاد إخواننا، وليس معنى هذا أننا نريد أن نشكل أمام إخواننا مشاكل هم لا يرغبونها أو لا يقرونها، وإنما مصدر هذا بأننا نؤمن بالله، ونتبع سنة محمدٍ صلوات الله وسلامه عليه، وندافع عن حرية بلدنا واستقراره، ونأمل أن يكون في إمكاننا خدمة أمتنا ووطننا للسير بها إلى المقام الذي تريده من عزة وكرامة واستقرار وبناء، وإصلاح وعدالة وتحقيق المساواة بين أفراد الشعب، لا لكبير فضل على صغير، ولا لصغير منزلة أحقر من كبير، وإنما الجميع متساوون في الحقوق، وفي المطالب، وفي كل شيء يريدونه هذا ما نريده لبلدنا فإذا كانت هذه غايتنا فلماذا نُلام على ذلك؟!!

          إننا لا نريد إلا السلام، لا نريد إلا الاطمئنان، لا نريد إلاَّ الاستقرار، لا نريد إلا المحبة، لا نريد إلا الإخاء والإخلاص، فإذا كانت هذه إرادتنا، وهذا اتجاهنا. فما هو ذنبنا في ذلك؟! أعتقد أن  كل مخلص لدينه ولضميره لا يلومنا إذا كانت هذه أهدافنا.

          أما إذا كان لأحد من إخواننا أي مطلب أو أي ملاحظة تجاهنا نحن، فما عليهم إلا أن يجابهوننا بهذه الأشياء، ونجلس وجها لوجه، ونتصارح ونتناقش فيما بيننا ويفرد كل منَّا ـ كما يقال ـ أوراقه على الطاولة، وإنما إذا كان يراد إننا نهاجم بعضنا البعض، وننزل في بعضنا البعض، أو نتعرض لبعضنا البعض، ثم بعد ذلك يقال: لا نجتمع ولا نلتقي ولا نتناقش ولا نتباحث، فأظن في هذا شيء من الحيف، وفيه شيء من الخروج عن السبيل القويم، فإذا كان لدى بعضنا مطلب وإشكال، أو أي أمر من الأمور يأخذه على أخيه فما عليه إلاَّ أن يتقدم له ويقول له: يا أخي هذا ما آخذه عليك، وهذا ما أطلبه منك، وهذا ما ألاحظه عليك، وعلى أخيه أن يتقبل هذا بصدر رحب، وبإيمان بالله، وأن يتناقشوا فيما بينهم، ويحلوا مشكلتهم بطريق الأخوة والإخلاص، لا بطريق التنابذ والعداء والتشاتم والاعتراضات.

<3>