ج:

في الحقيقة كلمة ثورة هي كلمة شاملة يمكن تكون ثورة خير، ويمكن تكون سيئة، فالمهم نوع وهدف ونتيجة هذه الثورة، فالإسلام في الحقيقة رسالة نقلها محمد، صلوات الله وسلامه عليه، من عند ربه بواسطة جبريل، عليه السلام، إلى العالم وهذه إذا كان أحد يريد أن يسميها ثورة أو يسميها رسالة أو يسمها توجيه على حسب مفهوم كل واحد يفهمه منها.

س:

يا صاحب الجلالة، البلدان العربية متفاوتة في الثروة الاقتصادية، فهناك بلدان من الله عليها بثروات لا بأس بها كدولة الكويت الشقيقة، وكالعربية السعودية، وهناك بلدان أخرى في حاجة  وليست لديها ثروات حتى تكفيها لمجابهة مشاكل نموها، فما هو موقف المملكة العربية السعودية الشقيقة من قضية تنمية البلدان العربية الأخرى؟

ج:

في الحقيقة إن كل البلاد العربية لها من ثرواتها ومواردها، أو إنتاجها ما تختص به عن البلاد الأخرى، ومن جهة أخرى لكل بلد عربية كذلك احتياجاتها بما يقيم أودها ويطورها ويسير بها في سبيل التقدم، إذا أخذنا بعين الاعتبار مجموع ثروات أو نتائج البلاد العربية وأحصيناها ماذا ينتج البلد العربي، وماذا يحتاج إليه نفس البلد، فما فيه شك أنه يمكن الوصول إلى نتيجة وهي التفاهم على أنه بعد أن يستوفي هذا البلد العربي احتياجاته فطبعاً يكون من واجبه أن يساعد إخوانه البلدان العربية الأخرى، التي يمكن أن تنقصها بعض الموارد، ولكن قبل هذا يجب أن يكون هناك تفاهم، ويجب أن يكون هناك إخلاص وثقة متبادلة بين كل البلاد العربية، حتى تبنى عليها كل نظرية أو كل بحث يمكن أن يوصل إلى الغاية المنشودة، فإذا توفرت الثقة، وتوفر الإخلاص، وتوفر التعاون بين البلاد ولم يبق إلا بحث الشؤون الاقتصادية أو التعاون الاقتصادي فأعتقد أن هذا سيكون من أيسر الموضوعات التي يمكن الاتفاق عليها..

س:

ما هو رأي جلالتكم في موقف الجمهورية العربية المتحدة من القضايا العربية؟

ج:

والله، إذا كان يسمح لي السائل، أنا هنا لست مفوضاً من قبل الجمهورية العربية المتحدة حتى أجيب عنها في مواقفها.

س:

يا صاحب الجلالة يبدو أن العالم العربي انقسم إلى قسمين، أو نقول إلى معسكرين، أحدهما كما يسميه أصحابه القسم الثوري أو البلدان الثورية، والأخرى غير الثورية، فهل تعتقدون أن هذا التقسيم وهذا الانقسام سيكون أبدياً، وهل تعتقدون القطيعة ستحصل بين العرب فيصبح هناك شق ثوري وشق غير ثوري إلى مالا نهاية، وما موقفكم من هذه التسميات؟

ج:

في الحقيقة أظن أنني ألمحت لشيء من هذا في السؤال الأول، أنه يجب قبل كل شيء أن نعرف أو نحلل الثورة ماذا يقصد بها، هل يقصد بالثورة الإصلاحية والعمرانية التي تسير بالبلد إلى طريق النجاح، والتقدم والرقي، أو أنه يقصد بها أن يثور بعض المواطنين على بعض،