في هذا الصدد أن أؤكد هنا، باسم المملكة العربية السعودية، موقفها الثابت من المحافظة على استقلال وسيادة العراق ووحدة أراضيه وسلامته الإقليمية، ومواصلة السعي نحو رفع المعاناة عن الشعب العراقي الشقيق، وهو الأمر الذي نوليه كل اهتمام وحرص، وانطلاقاً من ذلك، تقدمت المملكة بمبادرة اتخذتها الجامعة العربية كأساس لمبادرة عربية شاملة؛ لرفع المعاناة عن الشعب العراقي الشقيق، إلا أن العراق مع الأسف قام برفضها. إن العراق مطالب اليوم، كما طالبناه بالأمس، إثبات نواياه السلمية عن طريق التجاوب الدقيق والأمين مع القرارات والمبادرات العربية والدولية، والتعاون التام مع الأمم المتحدة ولجانها المعنية بالشأن العراقي، والآثار المترتبة على الغزو العراقي لدولة الكويت الشقيقة.

أيها الإخوة:

          على أثر التوقيع على اتفاقية "دايتون" للسلام، والتي وضعت حداً لموجة العنف والدمار التي رافقت العدوان الصربي على البوسنة والهرسك، دخلت قضية البوسنة والهرسك مرحلة جديدة، غير أنه يجب ألا يغيب عن أذهاننا أن السلام في البوسنة والهرسك مازال يحتاج لرعاية المجتمع الدولي، ريثما ترسخ جذوره، كما أنه من الضرورة بمكان التأكيد على أهمية تعقب مجرمي الحرب ومحاكمتهم؛ من جراء ما اقترفوه من جرائم ضد الإنسانية، وعدم السماح لهم بممارسة دور في الحياة السياسية مستقبلاً، واعتبار القبض عليهم مسؤولية دولية، يجب عدم التهاون بشأنها، مع التأكيد على أهمية إعادة تعمير البوسنة، وتقديم الدعم اللازم لهذا البلد ليتمكن من اجتياز محنته وصعوباته الاقتصادية.

أيها الإخوة:

          لقد سبق لحكومة بلادي أن أعلنت عن ترحيبها بالاتفاق الذي تم الوصل إليه، بشأن إقليم كوسوفا، آملة أن تلتزم حكومة يوغوسلافيا بنصوص هذا الاتفاق، ومنح إقليم كوسوفا حكماً ذاتياً يكفل الحقوق المشروعة لسكانه الألبان المسلمين، ونهيب بالمجتمع الدولي العمل على تقديم المسؤولين عن أعمال الإبادة والتطهير العرقي لمحاكمة عادلة من جراء ما اقترفوه من جرائم ضد الإنسانية.

أيها الإخوة:

          إن ما يتعرض له إخوتنا في الشيشان من قتل وتهجير، وتدمير لبيوتهم وممتلكاتهم، بل من حرب إبادة وتصفية شاملة تستهدف اقتلاعهم من وطنهم وديارهم، قد ملأ قلوبنا

<3>