إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


         



بالأسى والحزن، فقد أدت تلك الممارسات اللا إنسانية إلى نزوح وتهجير الآلاف من الشيوخ والنساء والأطفال الشيشانيين من ديارهم وقراهم إلى المناطق المجاورة، وهم يواجهون حالياً أوضاعاً إنسانية صعبة، ومن هذا المنطلق، فقد أولت حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز اهتماماً خاصاً بالوضع المأساوي في الشيشان، وبادرت بتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة لهم؛ مساهمة منها في تخفيف معاناتهم الإنسانية. إن ما تعرض له شعب الشيشان المسلم من ممارسات لا إنسانية في الشيشان من قبل القوات الحكومية يخالف بشكل سافر جميع المبادئ والقيم الدينية والإنسانية، ويمثل استخفافاً شديداً بأرواح المدنيين الأبرياء، ويتجاهل تماماً المعاهدات والاتفاقيات الدولية، خصوصاً اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949 الخاصة بحماية السكان المدنيين زمن الحرب، الأمر الذي يتطلب منا تضافر الجهود من أجل إيقاف هذه الانتهاكات من منطلق الشعور بالمسؤولية المشتركة في الدفاع عن العدالة ومبادئ حقوق الإنسان، ويتطلب من جانب آخر ضرورة تجاوب الحكومة الروسية مع النداءات الدولية لوقف هذه الأعمال غير المبررة ضد شعب الشيشان، والعودة إلى المفاوضات وحل النزاع بالطرق السلمية، وذلك حفاظاً على الأرواح البريئة وحقناً للدماء وتجنباً للمزيد من الخراب والدمار.

أيها الإخوة:

          إن ما يجري في أفغانستان بين مختلف الفصائل الأفغانية لا يمكن أن يبعث في نفس أي مسلم مخلص إلا الشعور بالألم والحسرة من جراء النزاع الدائر بين الأشقاء هناك، بالرغم من كل الجهود المخلصة التي بذلت، ومن بينها ما بذلته حكومة خادم الحرمين الشريفين من مساع؛ بغية تحقيق المصالحة الوطنية في ربوع هذا البلد الشقيق، وكذلك أيضاً ما بذلته منظمة المؤتمر الإسلامي مؤخرا من مساع في هذا الصدد، والتي لم تسفر أيضاً عن تحقيق النتائج المرجوة في وقف نزيف الدم بين الأشقاء.. وإننا نناشد إخواننا القادة الأفغان التوصل إلى اتفاق لإنهاء الاقتتال والصراع الدامي، ووضع مصلحة وطنهم فوق كل اعتبار، للحفاظ على وحدة البلاد وسلامتها الإقليمية والوطنية، وليتمكن شعب أفغانستان الشقيق من الالتفات إلى التعمير والبناء والتنمية واستعادة دوره ومكانته المرموقة في العالم.

أيها الإخوة:

          إننا نرحب بنتائج مؤتمر المصالحة الوطنية في الصومال، والذي عقد في جيبوتي أوائل مايو 2000، برعاية فخامة الرئيس الجيبوتي، والنجاح الذي حققه المؤتمر الهادف إلى

<4>