إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



          لذا فليس أمامنا من خيار سوى أن نعمل على تحقيق نهضة شاملة، توفر لشعوبنا ومجتمعاتنا فرص التقدم والتطور، وتفتح لأمتنا الإسلامية بأسرها آفاق المساهمة في بناء عالمنا المعاصر، لنصبح بذلك طرفاً فاعلاً وشريكاً مؤثراً في هذا العالم.

          وهذا يستدعي منا، بلا شك، الكثير من مراجعة النفس، ونقد الذات. ويتطلب مزيداً من العمل المضني المستمر.

الأخوة الحضور:

          لا شك أنكم تشاطرونني الرأي بأن الظروف التي تنعقد فيها قمتنا هذه، تكاد تكون مشابهة لتلك التي كانت الأصل في إنشاء منظمة المؤتمر الإسلامي، منذ أكثر من ثلاثين عاماً.

          فالأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في فلسطين تنتهك حرماتها، وأرواح مئات الشهداء الفلسطينيين تزهق، بالإضافة إلى الآلاف من الجرحى والمصابين في انتفاضة الأقصى المباركة، لا لشيء سوى أنهم يطالبون بحقهم في الحياة والوجود والسيادة الوطنية، وهو ما أقرته الشرائع السماوية والمواثيق الدولية.

          أليس من الغريب أنه في الوقت، الذي ترفع فيه مختلف المنظمات الدولية والقوى الفاعلة في العالم شعارات حقوق الإنسان والحرية والأمن والاستقرار، أن يستثنى الشعب الفلسطيني وحده من هذه الحقوق التي تتمتع بها معظم شعوب العالم قاطبة؟.

          ولذلك، وبلا أدنى مواربة، أقول لكم: إن علينا جميعاً، أيها الأخوة، أمانة عظمى تجاه هذا الشعب الأبيّ، الذي أبان عن صلابته، وقوة عزيمته، وعلو همته، في مواجهة الضغوط اليومية الصعبة التي يتعرض لها، فلا أقل من أن نخرج من لقائنا هذا بإستراتيجية عملية، تساهم بحق في استرجاع الشعب الفلسطيني لحقوقه المشروعة، فبهذا، وبه فقط، نكون عند حسن ظن خالقنا، سبحانه وتعالى، وظن شعوبنا التي تعتبر موضوع القدس الشريف في مقدمة مقدساتها.

          ولا بد لنا، أيضاً، من التأكيد من جديد للعالم بأسره، على موقفنا الثابت بأن لا حل للصراع في الشرق الأوسط إلاَّ من خلال انسحاب إسرائيل من كافة الأراضي المحتلة في فلسطين والجولان ولبنان، وتطبيقها لجميع قرارات الأمم المتحدة، والتزامها بمبادئ الشرعية الدولية، فإسرائيل لا يمكن أن تظل خارج إطار هذه الشرعية، ولا يمكن أن تبقى بمنأى عن تطبيق مواثيقها وقراراتها الملزمة.

          فالسلام لا يمكن أن يتحقق في ظل استمرار الاحتلال، وهو بالتأكيد لا يمكن أن يتحقق مع استمرار محاولات التهويد، وأعمال الاستفزاز، والتهديد، والانتهاك، التي تتعرض لها مقدساتنا الدينية. وعلى إسرائيل أن تختار بين إمكانية العيش في هذه المنطقة بأمن وسلام، وبين استمرار هذا الصراع لعقود وأجيال، بكل ما سيترتب على ذلك من كوارث ومآسٍ على جميع دول المنطقة وشعوبها.

<2>