إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



          وهذا الموقف الثابت والحازم من قضية فلسطين والقدس الشريف، بات مطلوباً منا الآن أكثر من أي وقت مضى. وقد أكدناه في القمة العربية الطارئة التي عقدت في القاهرة مؤخراً. كما أننا نتطلع إلى التوصل إلى قرارات واضحة وحازمة وقابلة للتنفيذ، نؤكد فيها أيضاً، على ثبات موقفنا ووحدته عرباً ومسلمين.

          وفي نفس السياق، أيضاً نعتقد بضرورة وضع حد للمعاناة القاسية التي حلت بالشعب العراقي الشقيق؛ بسبب العقوبات المفروضة عليه منذ غزو الكويت قبل عقد من الزمن. فالكويت العزيز تحررت، وعادت إليها سيادتها وشرعيتها وعافيتها. لكن الأزمة لا تزال ماثلة أمامنا، وهي تستمر في إلقاء ظلالها الثقيلة على أمن هذه المنطقة واستقرارها، وعلى وحدة الموقف العربي والإسلامي وتضامنه. لذا يتعين علينا أن نعمل ما في وسعنا لإنهاء هذه الأزمة، من خلال التوصل إلى حل سياسي لها، وفقاً للقرارات الدولية ذات الصلة، واحترام سيادة الأطراف المعنية، ووحدة أراضيها.

          وما ينطبق على هذه الأزمة، يجب أن ينطبق أيضاً على غيرها من الأزمات والمآسي التي تواجهها شعوبنا الإسلامية في العديد من مناطق العالم، سواء هنا في منطقتنا، أم في القرن الإفريقي وفي غرب القارة الأفريقية، ووسطها. والوضع نفسه نراه الآن في القوقاز، وآسيا الوسطى، والشرق الأقصى، وحتى في بعض أرجاء القارة الأوروبية. وفي كل هذه المناطق، شهدنا كيف ساهمت هذه النزاعات في مضاعفة معاناة المسلمين، وتبديد مواردهم، وبعثرة طاقاتهم، والحيلولة دون تحقيق آمالهم.

          ويسعدني، في هذا المجال، أن أرحب بأخي فخامة رئيس جمهورية الصومال الشقيق عبدي قاسم صلاد حسن بعد الغيبة طويلة لبلده العزيز. ونتطلع إلى اليوم الذي نرى فيه أيضاً أفغانستان الشقيقة وقد استعادت عافيتها وموقعها الطبيعي بيننا.

          أمام هذا الوضع الذي يعكس جوانب من واقع عالمنا الإسلامي، تأتي أهمية اختيار موضوع قمتنا هذه. فالسلام والتنمية شرطان موضوعيان لصياغة علاقات إيجابية داخل عالمنا الإسلامي، تجعل منه تجمعاً فاعلاً، يسهم بجدارة في بناء الحضارة الإنسانية المعاصرة ويؤثر فيها. وحتى يتأتى ذلك، من المفيد القول: بأنه ما زالت هناك كثير من المعوقات التي تحول دون تحقيق آمالنا في السلام، وطموحاتنا في التنمية. فنحن من المؤمنين بأنه لا تنمية حقيقية دون سلام، ولا مجال لسلام حقيقي دون أن يكون قائماً على العدل والإنصاف والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة. ومثل هذا السلام المنشود يعني، بطبيعة الحال، تسوية النزاعات وإزالة أسبابها، ومعالجة جذورها، والقضاء على آثارها وتفاعلاتها.

          وقبل أن نتحدث عن ضرورة تحقيق ذلك على المستوى العالمي، فإنه يتعين علينا أولاً أن نعمل على إرساء أسس السلام على صعيد التعامل بيننا. فلم يعد من الجائز علينا، كمسلمين، أن نستمر في تبديد طاقاتنا، وتفريق صفوفنا، فيما يدور بيننا من نزاعات أهلية، أو عرقية، أو مذهبية، وأزمات

<3>