إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

     



نقول: إن تأثير هذه الأمة، وفاعليتها، وموقعها على خارطة العالم المعاصر، تتناسب مع حجمها، وثقلها والأهمية المفترضة لها؟

          لا أعتقد أن أحداً من سيرد على ذلك بالإيجاب، وهذا يتطلب، في اعتقادي، أن نعمل في المقام الأول على استعادة وحدة هدفنا، والتوصل كما سلف، إلى وضع إستراتيجيات مشتركة، على الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعلمية. وهو يتطلب، أيضاً، الاستعداد للبدء في إصلاح وتحديث مجتمعاتنا، بما يؤمن لشعوبنا القدرة والكفاءة اللازمة لمواجهة تحديات العصر ومستلزماته.

          إننا لا يجب، أن نخشى "العولمة"، بل يجب علينا أن نعد أنفسنا لمواجهتنا، والتعامل معها، بحيث نكون شركاء فيها، نساهم في صياغتها، ونستفيد من إيجابياتها، ونتمكن، في الوقت نفسه، من تلافي سلبياتها.

          إن نجاحنا في تحقيق ذلك كله، من شأنه أن يسهم في تغيير موازين القوى في العالم، وأن يبرز الوجه الحضاري المشرق للإسلام، الذي ربط زوراً بالتخلف والجمود والتعصب، وواجب علمائنا وكتابنا ووسائل إعلامنا، أن يتصدوا لهذه الادعاءات المغرضة، وأن يعملوا على تصحيح الصورة الخاطئة الناجمة عنها. وأعتقد أن الأجهزة الإعلامية في المنظمة وعلى رأسها اللجنة الدائمة للإعلام والشؤون الثقافية، والمؤتمر الإسلامي لوزراء الإعلام، عليها واجبات أساسية يتعين عليها القيام بها في هذا الصدد.

          وعلينا، فوق كل ذلك، أيها الأخوة؛ أن نتحلى بالصراحة، حتى نواجه مشاكلنا، ونعالج أسبابها وجذورها، فيصبح في مقدورنا عندئذ التغلب عليها. وعلينا أيضاً أن نتضامن، وان نساعد وننصر، بالحق والعدل، بعضنا البعض، فهذا واجب علينا أمام الله، عز وجل، ثم أمام التاريخ.

          نسأل الله، سبحانه، أن يوفقنا، ويسدد على طريق الخير خطانا، وأن يجعل من اجتماعنا هذا ملتقى خير وبركة لدولنا وشعوب أمتنا، إنه سميع مجيب الدعاء.

          رَبَّنَا ءاتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا. (الكهف:10). صدق الله العظيم

          والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


<6>