إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

 



الملك خالد يوجه كلمة إلى المواطنين
(أم القرى العدد 2692 في 26 رمضان 1397 الموافق 9 سبتمبر 1977)

بسم الله الرحمن الرحيم
          الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، من خالد بن عبدالعزيز إلى إخوانه، وأبناء وطنه،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،
          فلقد رأيت لزاماً علي ونحن نستقبل العشر الأخيرة من رمضان أن أتقدم إليكم بهذه الكلمة، فأنتم، ولا شك، تعلمون ما منَّ الله به علينا من نعم لا تعد ولا تحصى، وأهمها نعمة الإسلام التي أكرمنا الله بها، والتي هي أعظم النعم، ولأن الحفاظ على هذه النعم يستوجب شكر المنعم سبحانه وتعالى قولاً وعملاً، وإن من أهم مظاهر الشكر اتباع ما أمر به الله جل وعلا، واجتناب ما نهى عنه. ولقد أمرنا جلت قدرته بأداء ما فرضه علينا من فرائض، وأهمها بعد الشهادتين: إقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة. فأداء الصلاة في أوقاتها، وإيتاء الزكاة لمستحقيها من أجلّ الأعمال، كما أن التكاسل أو التهاون في أدائهما معصية للدين.

          لذا فإن من أوجب الواجبات علينا المحافظة على ما فرضه الله علينا، دون تكاسل أو تهاون، كما ينبغي علينا التحلي بالأخلاق الإسلامية الفاضلة، والتمسك بتعاليم ديننا الحنيف، والمحافظة على تراثنا، وتقاليدنا الإسلامية، ونبذ التقاليد المستوردة من الخارج، مما لا يمت إلى ديننا، ولا إلى تقاليدنا بصلة، من ذلك ارتداء بعض بالنساء عند خروجهن للأسواق ملابس غير محتشمة، تتنافى مع أخلاق الإسلام. وتقليد بعض شبابنا الناشئ لمظاهر، أقل ما يقال عنها: إنها ميوعة، لا تتفق مع صفات الرجولة، والأخلاق الحميدة.

          لذا رأيت من واجبي أن أنبه أبناء وطني إلى ما يمكن أن يؤول إليه أمرنا، إذا لم نتدارك مثل هذه الأمور، ونعود إلى خالقنا منيبين مستغفرين؛ لأن الله سبحانه وتعالى غيور على نعمه، وهو القائل في محكم كتابه: لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ.

          وإن من الكفر بالنعمة أن يقابل المنعم الكريم سبحانه بمخالفة ما أمر به، وإيتاء ما نهى عنه، لذا فإنني أهيب بجميع المواطنين الكرام أن يقوموا بما أوجبه الله عليهم من اتباع أوامره، واجتناب نواهيه.

          وبهذه المناسبة أود أن ألفت نظر الذين يعيشون بيننا، من غير أبناء هذا الوطن العزيز، بأن عليهم أن يتمشوا في تصرفاتهم ومظهرهم بما يتلاءم وأنظمة البلاد وتقاليدها، كما أود أن أنبه بأن الأوامر قد صدرت إلى رجال الحسبة، الآمرين بالمعروف، والناهين عن المنكر، بالتعاون مع رجال الأمن، لملاحظة هذه الأمور واتخاذ جميع الإجراءات اللازمة للقضاء على كل مظهر من المظاهر المنكرة.

          والله أسال أن يوفقنا جميعاً لما فيه صلاح أمورنا، وأن يجنبنا مزالق الأهواء، ووساوس الشيطان، إنه على كل شيء قدير.

          والسلام عليكم، ورحمة الله وبركاته.