إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

 



الملك خالد يتحدث إلى مجموعة من وفود الحجاج
حول تعدي رئيس ليبيا على الشريعة الإسلامية ومحاولته النيل من الإسلام
(أم القرى العدد 2842 في 29 ذو الحجة 1400 الموافق 7 نوفمبر 1980)

         تحدث جلالة الملك خالد المفدى، في نهاية الأسبوع الماضي، إلى مجموعة من الوفود من حجاج بيت الله الحرام عن تعدي الرئيس معمر القذافي على الشريعة الإسلامية فقال: إنني لا أملك إلاَّ أن أقول "لا حول ولا قوة إلاَّ بالله، وحسبنا الله ونعم الوكيل على هذه الفتنة التي أحدثها الرئيس القذافي. وما كنا، والله، لنرد أو ندخل في هذا الموضوع لو كان أحاديثه على أمر يخصنا، ولكنه زج بركن أساسي من أركان الإسلام".

         وقال جلالته: "كم كنت أتمنى لو أنه وجه حديثه وانتقاده لي شخصياً، أو للأسرة السعودية، أو المملكة العربية السعودية، لهان الأمر في نفسي، وفي نفوسنا جميعاً. ولكن جرأته على العقيدة الإسلامية حال بيننا وبين أي صمت، أو تريث؛ لأن المسألة تتعلق بالعقيدة الإسلامية، التي من واجبنا جميعاً شعوباً وحكاماً أن نجنبها أي لون من ألوان الهزل أو السخرية، بل واجبنا أن نذود عن هذه العقيدة، وأن نقف في وجه كل من يريد أن ينال منها. كما يجب، في رأيي، أن نجنبها مجال المناظرات والمهاترات.

         وعندما يأتي الحديث عن سيد الأنبياء والمرسلين، ، فإن الواجب يحتم أن نقف عند حدودنا، ونحترم مكانة رسول الله، ونكرمه، وقد كرمه الله، فاختاره خاتماً للأنبياء والمرسلين".

         وأضاف جلالته: "إن نصيحتي الشخصية أن لا نزج باسم الرسول، ، ولا بسيرته العطرة في أي مجال من مجالات السياسة، أو الدعاية، وأن لا نتجرأ على سيرته بما لا نعرف".

          وقال جلالته: "أنتم تعلمون جميعاً أننا تعرضنا لكثير من النقد، والكلام الكثير من الهجوم من أشخاص قبل الرئيس معمر القذافي، وربما يأتينا ما يأتينا بعده، وما كنا لنلتفت لذلك، بل كنا دائماً نؤثر الصمت حرصاً على وحدة الصف، وجمع الكلمة؛ أما وقد أصبح الأمر يخص العقيدة الإسلامية، فوالله لن نسكت، ولن نصمت عن إظهار الحق مهما كلف الأمر، حتى يحق، الله الحق وندحض كل افتراء على الإسلام سواء من المسلمين أو من غيرهم، وليس في هذا المجال مهادنة، وليس فيه مجاملة، وإنني وأنا أشعر بالألم يدمي قلبي لما يتعرض له الإسلام في هذه المرحلة الحرجة، التي تستوجب وقوفنا جميعاً في صلابة، وصدق، وإيمان، ندفع عنه كيد الكائدين، وافتراء المفترين، ومختلف الشرور التي يتربص بها أعداء الدين، إنني أتألم؛ لأنني أرى الإساءة للإسلام تصدر من بيننا. ومهما كانت الأخطاء، ومهما كانت زلات الألسن، فإنها أمر لا يغتفر في مجال الشريعة، والعقيدة الإسلامية، وواجب كل من يحدث منه ذلك أن يسارع بالعودة إلى حظيرة الدين، والتوبة الصادقة النصوح".

          وقال جلالته في حديثه: "لا أملك إلاَّ أن أقول حسبي الله ونعم الوكيل، وإنا لله وإنا إليه راجعون. اللهم اكفنا شر فتنة لا تصيب الذين ظلموا منا خاصة، ولا حول ولا قوة إلاَّ بالله".