إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

 



رسالة ملكية إلى المؤتمر العالمي للاقتصاد الإسلامي
(أم القرى العدد 2614 في 27 صفر 1396 الموافق 27 فبراير 1976)

          نيابة عن جلالة الملك خالد المعظم افتتح معالي الشيخ حسن بن عبدالله آل الشيخ، وزير التعليم العالي، المؤتمر العالمي الأول للاقتصاد الإسلامي في السابعة من مساء السبت ـ في القاعة الكبرى بفندق انتركونتننتال بمكة المكرمة.

          وقد ألقى معاليه كلمة جلالة الملك خالد الموجهة إلى المؤتمر وهذا نصها:

          الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:

          أيها الإخوة في الله، مرحباً بكم في مهبط الوحي، ومصدر الرسالة المحمدية، ومن جوار قبلة كل مسلم في أنحاء الأرض، وندعو الله وحده أن يحقق كل الأهداف المرجوة من مؤتمركم، الذي يبحث المشكلة المعاصرة في كل مكان (وهي المشكلة الاقتصادية) وكما تعلمون فإن الشريعة الإسلامية التي جاءت حاوية لكل المصالح البشرية، وهي بحكم مصدرها وإمكانياتها قادرة على تنظيم كل شؤون الحياة بما في ذلك الشؤون الاقتصادية، ومؤتمركم هذا دليل عملي على إيضاح قدرة الشريعة الإسلامية على مواجهة المشاكل التي يعاني منها العالم اليوم.

          والمملكة العربية السعودية انطلاقاً من مركزها الإسلامي القيادي، واحتوائها على قبلة المسلمين في كل مكان، تعتقد أن من واجبها أن تسعى لتأكيد قدرة الإسلام على معالجة مشاكل الحياة، ووضع الحلول لما يواجهه العالم، ومن أجل هذه الغاية، ولتحقيق ذلك الهدف، تقوم الجامعات السعودية بتبني مثل هذه المؤتمرات الهادفة، وهي إذ تفعل، ترجو أن ينعم الله وحده بتحقيق الأهداف المرجوة منها؛ حتى نستطيع أن نقدم للدنيا بديلاً ناجحاً وصالحاً عن النظام الذي يعتمد على استغلال طبقة معينة لطبقة أخرى، أكثر منها عدداً، وأشد حاجة.

          أيها الإخوة انطلقوا على بركة الله، وسيكون لاجتماعكم في أقدس بقعة على وجه الأرض الأثر والتأثير في كل أنحاء العالم الإسلامي، بإذن الله وفقكم الله وأعانكم، وحقق كل ما تهدفون إليه.