إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

 



بيان الملك خالد إلى المواطنين
(أم القرى العدد 2643 في 23 رمضان 1396 الموافق 17 سبتمبر 1976)

          من خالد بن عبدالعزيز إلى إخوانه وأبناء وطنه،
          السلام عليكم، ورحمة الله وبركاته، وبعد،،
          فإنه ليس بخاف على أحد من أبناء هذا الوطن الحبيب ما أنعم الله به علينا من نعم عظيمة، لا تعد ولا تحصى، وأهمها نعمة الإسلام.

          ولأن الحفاظ على هذه النعم يستوجب شكر المنعم سبحانه وتعالى، قولاً وعملاً، وأن من أهم مظاهر الشكر اتباع ما يأمر به الله جل وعلا، واجتناب ما ينهي عنه. ولقد أمرنا جلت قدرته بأداء ما فرضه علينا من فرائض، وأهمها بعد الشهادتين: إقامة الصلاة. فأداؤها في غير أوقاتها من أَجْلِ الأعمال؛ والتكاسل أو التهاون في أدائها مضيعة للدين. ولذا فمن أوجب الواجبات علينا جميعاً المحافظة على الصلاة في أوقاتها، وأداء بقية الفروض كما فرضها الله سبحانه وتعالى.

          كما ينبغي علينا التحلي بالأخلاق الإسلامية الفاضلة، والتمسك بتعاليم ديننا الحنيف، والمحافظة على تراثنا، وتقاليدنا الإسلامية، ونبذ التقاليد المستوردة من الخارج؛ مما لا يمت إلى ديننا، ولا إلى تقاليدنا بصلة، من ذلك ارتداء بعض بالنساء عند خروجهن للأسواق ملابس غير محتشمة تتنافى مع أخلاق الإسلام، وتقليد بعض شبابنا الناشئ لمظاهر أقل ما يقال عنها أنها ميوعة، لا تتفق مع صفات الرجولة والأخلاق الحميدة.

          لذا رأيت من واجبي أن أنبه أبناء وطني إلى ما يمكن أن يؤول إليه أمرنا إذا لم نتدارك مثل هذه الأمور، ونعود إلى خلقنا، منيبين مستغفرين وأن الله سبحانه وتعالى غيور على نعمه، وهو القائل في كتابه: لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ. وإن من الكفر بالنعمة أن يقابل المنعم الكريم سبحانه بمخالفة ما أمر به، وإيتاء ما نهى عنه، لذا فإنني أهيب بجميع المواطنين الكرام أن يقوموا بما أوجبه الله عليهم من اتباع أوامره، واجتناب نواهيه.

          وبهذه المناسبة أحب أن ألفت نظر الذين يعيشون بيننا، من غير أبناء هذا الوطن العزيز، بأن عليهم أن يتمشوا في تصرفاتهم ومظهرهم بما يتلاءم وأنظمة البلاد وتقاليدها، كما أود أن أنبه بأن الأوامر قد صدرت إلى رجال الحسبة، الآمرين بالمعروف، والناهين عن المنكر بالتعاون مع رجال الأمن لملاحظة هذه الأمور، واتخاذ جميع الإجراءات اللازمة للقضاء على هذه المظاهر المنكرة. والله أسال أن يوفقنا جميعاً لما فيه صلاح أمورنا، وأن يجنبنا مزالق، الهوى ووساوس الشيطان، إنه على كل شيء قدير.