إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

 



كلمة الملك خالد إلى الأطباء المتخرجين
(أم القرى العدد 2650 في 20 ذو القعدة 1396 الموافق 12 نوفمبر 1976)

          الحمد لله القائل في محكم كتابه: يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ أَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ، والصلاة والسلام على محمد، النبي الأمي، الذي دعا إلى العلم، وأوصى به، وحث على تلقيه من جميع مشاربه، من المهد إلى اللحد، بما في ذلك الطب وقال: ما نزل من داء إلاَّ وله دواء علمه من علمه وجهله من جهله. اللهم صلى وسلم عليه، وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.

أما بعد:

          فلما كانت، ولا تزال، هذه المملكة التي شرفها الله بخدمة الحرمين الشريفين، وحباها بالنعمة الظاهرة والباطنة، فأخذت في الاهتمام المتزايد بالعلم، وقطعت في ذلك شوطاً بعيداً في مدة وجيزة لم يسبقها فيها أحد. فأقامت المدارس، وأنشأت المعاهد الجديدة، والكليات المتنوعة في شتى الجامعات، ووجهت حرصها وغايتها في دعم تلك المرافق بالكفاءات الممتازة، فأدت ثماراً يانعة، وتخرج من تلك الجامعات فتية آمنوا بربهم، وأخلصوا لأمتهم، ودينهم، وأمانتهم، وشاركوا في بناء صرح وطنهم. وما كلية الطب إلاَّ لبنة في هذا الصرح الشامخ العظيم.

          وها هي تسهم بباكورة إنتاجها هذا العام الدراسي 95/ 1396 بتخريج الدفعة الأولى من خريجيها، وهذا مدعاة للفخار أن نرى جيلاً يانعاً من أبنائنا الأطباء، وقد تخرج من الجامعات السعودية، وهو أمر بالغ الدلالة، وجدير بالتقدير، ولقد سار الركب، وإننا لنرقب المزيد من الخريجين الأكفاء في كل عام إن شاء الله.

          إن حكومة هذا البلد العظيم، التي ما فتئت تبذل كل غال وعزيز في سبيل رفعة شأن أبنائها، سوف تظل سخية في تقديم كل ما يلزم أبناءها في سبيل العلم، ومسايرة ركب الحضارة، وإننا لنتطلع إلى مزيد من النهضة؛ لتصبح المملكة العربية السعودية كما كانت في سالف عهدها مناراً للعلم، وموارداً لطلابه، وموئلاً لنشر الفضيلة والكرامة؛ حتى نبذ بذلك أرقى جامعات العالم، وما ذلك على الله بعزيز.

          إن الطب رسالة إنسانية جليلة، ولعل أهم ما نوصي به، بعد تقوى الله، هو أن تؤدوا أمانة الطب، وأن تحافظوا على شرف المهنة، وأن تراقبوا الله فيما اؤتمنتم عليه من الأرواح، فإنها أمانة في رقابكم، واتقوا الله في الفقير، فما من حسنة إلاَّ ويجازي الله عليها بالحسنى، وفقكم الله، وسدد خطاكم، وأنار لكم السبيل.