إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

 



بيان الملك سعود
إلى شعبه بمناسبة توليه سلطة الملك
(أم القرى العدد 1489 في 6 ربيع الأول 1373 الموافق 13 نوفمبر 1953)

أبناء شعبي الكريم:
          
شاءت إرادة الله أن يلبي نداء ربه الأعلى مؤسس المملكة العربية السعودية، وموجد وحدتها، وباني عزها، الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود، إنه قضى حياته كلها في كفاح مستمر، ونضال مرير في هذا السبيل، وفي الأخذ بها في مدارج السؤدد، والحرية، والاستقلال، والنهوض بها في جميع نواحي الحياة، وإننا إذ نعزي أنفسنا، ونعزيكم بفقده الأليم الذي أدمى القلوب، فإنه ليزيد في رزئنا حزنا وأسى أنا فقدناه، ونحن في أشد الحاجة إلي شخصيته الفذة، وحنكته، ودرايته، واختباراته الثمينة، وإرشاداته القيمة، كما أننا فقدنا فيه الأب الرؤوف، والملك الصالح، والإمام العادل.

شعبي الكريم،
          أما وقد قضت على البيعة الشرعية، التي في عنقي، أن أرتقي عرش الملك، وأتقلد مسؤولية الحكم، فإني سأجعل نصب عيني سيرة والدنا المغفور له، وآراءه ومزاياه المجيدة في إدارة البلاد، وتصريف شؤونها، متبعاً أحكام الدين المبين، معتصماً بحبل الله المتين، وأعاهد الله بالتمسك بكتابه الكريم، وسنة رسوله، صلى الله عليه وسلم، وسأكافح دونهما بلساني وعناني، باذلاً قصارى جهدي في إسعاد شعبي العزيز، ورفاهيته، والعمل على رقي البلاد سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، ساهراً على مصالح البلاد، وتأمين حقوق أبنائها، مذللاً كل عقبة تعترض سيرنا في هذا السبيل، ضاربين على كل أسلوب فاسد معيب، وسنولي عنايتنا الخاصة إلى قواتنا العسكرية والوطنية، كما أني سأواصل السعي في توثيق عرى الإخاء الإسلامي والعربي مع الدول الإسلامية والعربية. وسأحتفظ بصداقة الدول الأجنبية التي أولاها فقيدنا الغالي عنايته، جاعلاً لبلادنا المحبوبة المكانة اللائقة بها في تأمين السلام العام.

          شعبي الكريم، وفي هذه الساعة التاريخية أحب أن أعلن لكم أني وليت أخي، فيصل بن عبدالعزيز، ولاية عهدي سائلاً المولى، عز وجل، أن يأخذ بيدنا في تحقيق ما أشرنا إليه من خير وسعادة لشعبنا العزيز، ووطننا المحبوب، ويلهمنا وإياكم الصبر الجميل، ويتغمد فقيدنا الجليل بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جناته، وعلى الله التوفيق، وبه نستعين.