إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

 



كلمة الملك سعود إلى أهالي الرياض
(أم القرى العدد 1492 في 27 ربيع الأول 1373 الموافق 4 ديسمبر 1953)

إلى أبناء شعبي في الرياض،
          السلام عليكم ورحمة الله، وبعد: فإنني أحمد إليكم الله، الذي لا إله إلا هو، وأصلي وأسلم على أشرف خلقه محمد، صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً، وأذكركم بما من الله به على الجميع من العافية والسلامة في ديننا ودنيانا، وبما أسبغ علينا من نعمه التي لا تحصى، وآلائه التي لا تستقصى، مما نسأله تعالى، ونبتهل إليه أن يعيننا على أداء حقه، من الحمد والشكر وأن يوفقنا إلى ذلك، في السر والجهر، والقول والعمل، وأبادر بمبادلتكم مسنون التعازي بأبي الجميع، وفقيد العروبة والإسلام، إمامنا الراحل، أسبغ الله عليه رحمته ورضوانه، فأشكركم على مشاركتكم لي، ولأسرتنا، في هذا المصاب الجلل، الذي نشترك والمسلمين كلهم فيه. لا نقول إلا ما يقول الصابرون: إنا لله وإنا إليه راجعون. ثم إنني أتوجه إليكم جميعاً في هذه البلاد المحبوبة، على اختلاف طبقاتكم، بالشكر الجزيل، والتقدير الصادق، والامتنان العميق على ما سمعت، ورأيت بالأمس، فقد كنت واثقاً من إخلاص الصغير منكم  والكبير، ومن محبة القريب منكم والبعيد، ومن ولاء الحاضر منكم والباد؛ غير أن ما شاهدته من الجميع قد أثر في أعماق نفسي، وملك علي مشاعري، ولا أجد ما تكافؤون عليه إلا أن أتوجه إلى الله العلي القدير، المطلع على ما أخفي وما أعلن، فأسأله، وأبتهل إليه، أن يعينني على خدمتكم، وخدمة بلادكم، وأن يوفقني للقيام بما علي من واجب الرعاية لكم، والعناية بكم، وأن أكون أباً للصغير، وأخاً للكبير، وأن أكون لكم على ما أحب، أن تكونوا لي في السراء والضراء، وفي العسر واليسر، كما أنني آمل لهذا الجزء الغالي من وطننا العزيز أن ينال حقه من التقدم والازدهار؛ لما فيه مصلحتكم الدينية والدنيوية، بما يكفل للكل الرغد في العيش، والسعادة والرفاهية؛ حتى يكون في المقدمة في كل عمل صالح، وتقدم مطرد، وسأبذل العون والمساعدة، إن شاء الله، لكل من يستحقها منكم للوصول إلى هذه الغاية المنشودة، وإلى ذلك الأمل المرجو. وفي الختام أشكر أيضاً جميع من أعرب بالأمس عن ولائه لنا، وتعلقه بنا، ممن شاركوكم في أفراحكم من إخواننا أبناء المدن المجاورة، في نجد والأحساء، ومن ضيوفكم المقيمين بالرياض، السوريين، واللبنانيين، والمصريين، والحضارم، واليمنيين، وأصحاب الشركات الأجنبية، التي تقوم ببعض المشاريع الحيوية في هذه البلاد، فلكم ولهم شكري وتقديري وامتناني. وفقنا الله جميعاً إلى كل ما فيه الخير و اليمن. إنه على كل شيء قدير، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.