إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

 



كلمة الملك سعود عن العرب والوحدة العربية
(أم القرى العدد 1617 في 15 شوال 1375 الموافق 25 مايو 1956)

          "نحن العرب نؤمن بالإخاء الإنساني، ونعتقد فيه، وندعو إليه، وقد ساهم العرب والمسلمون بقسط عظيم في انتشار الحضارة والمدنية والتقدم في العالم، بما يعرفه الجميع.

          ولهذا فإن دعوتنا إلى الإخاء، وإلى حرية الشعوب، وممارستها حقوقها المعترف بها في جميع القوانين والأنظمة العالمية المتعارف عليها، هو استمرار تقليدي لما يؤمن به العرب؛ ويدعون إليه في ماضيهم وحاضرهم.

          وعلى هذا الأساس، فإننا نؤمن بحقوق العرب في أن يعيشوا أحراراً كراماً في بلادهم، يساهمون في التقدم الانساني بجهودهم المستطاعة.

          وإنه لمن دواعي الشرف لي ولإخواني قادة العرب الأحرار أن نسعى إلى هذه الغاية، التي نخدم فيها شعوبنا لتتحد صفوفنا المبعثرة؛ وتتوحد كلمتها المتفرقة في وحدة عربية قومية عامة شاملة، ينتظم فيها جميع العرب، في كل مكان من وطننا العربي الكبير المشترك بيننا، وأن تساهم هذه الوحدة المنشودة، التي نؤمن بها في استتباب الأمن، والعدالة، والحرية، والمساواة، ورغد العيش للعالم بأسره.

          وإن من تحصيل الحاصل أن أعلن أن العرب قد ظلموا في كثير من أوطانهم، ومنعوا بالقوة من ممارسة حقوقهم الشرعية فيها. ونحن، ومعنا إخواننا العرب، نسعى بالطرق السلمية إلى إعادة حقوقنا المغتصبة.

          إننا قد ظلمنا في فلسطين، وشمال أفريقيا، والبريمي، وجنوب الجزيرة العربية. وساعد في هذا الظلم أصدقاؤنا في الغرب، أولئك الذين صادقناهم وحالفناهم، وحاربنا معهم في كفاحهم لتحرير بلادهم في حربين عالميتين، كان لجهاد العرب فيهما الأثر العظيم.

          إن أصدقاءنا الغربيين هؤلاء قد تناسوا جهود العرب، وزمالتهم لهم في السلاح والصراع والكفاح، فلم يفوا لهم بعهودهم، ولا بوعودهم، ولقد وجد العرب أنفسهم، فجأة وبدون توقع، وجهاً لوجه أمام كفاح عن حريتهم وحقوقهم، فإذا أنصفنا هؤلاء الأصدقاء، وحلوا مشاكلنا التي كانوا هم السبب في تعقيدها وخلقها، فنحن العرب ـ برغم كل ما مضى ـ على استعداد للتعاون معهم.

          إننا نطالب الغرب أن يعيد للعرب حقوقهم في فلسطين، وأن يحرر شمال أفريقيا، وجنوب الجزيرة العربية وشرقها، وأن يساعد العرب على الوقوف بجانب الحق والعدالة والحرية، وأن يحترم استقلالنا، ولا يعرقل وحدتنا فإذا فعل الغرب ذلك، وهو حق من حقوقنا، فنحن دائماً في جانب الحق والعدالة والحرية.

          إننا نأمل أن يكون أصدقاء الأمس أصدقاء الغد، وهذا متروك لقادة الغرب وشعوبه المحبة للحرية؛ لأننا مسؤولون أمام شعوبنا عن حقوقها، والأمانة العظمى التي نتقلدها في قيادتها اليوم تفرض علينا ألاَّ نفرط فيها، وهي جزء من إيماننا وعقيدتنا.

          وإن من أهم أهدافنا العون والمساعدة على كل ما فيه الأمن والطمأنينة في جميع أنحاء العالم؛ كي تحيا شعوب الأرض حياة طيبة، يسودها السلام والإخاء الانساني".