إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

 



كلمة الملك سعود إلى أصحاب الفضيلة العلماء
(أم القرى العدد 1767 في 29 شوال 1378 الموافق 8 مايو 1959)

          ثقوا أنتم آل الشيخ ونحن آل سعود وجميع العلماء طلبة العلم، لو تساهلتم أو حدتم عن طريق الدين وتقاليده وتعاليمه لأصاب الجميع ما يندمون عليه حين لا ينفع الندم، وأنا شخصياً نذرت نفسي ومالي وروحي لحماية هذا الدين الحنيف. وسأذود عنه بسيفي، وتعلمون كم أوذينا في أنفسنا وفي أعراضنا وتحملنا، ولكن مساس الدين سوف لا نسكت أبداً في سبيله، وسوف أضرب على كل يد تريد النيل منه، نعم سأضرب، وسأضرب بقوة لا رحمة فيها ولا هوادة، فإن لم يكن لنا خير في ديننا ومعتقداتنا فلا حياة لنا ولا كرامة، فسيروا واحملوا مشاعل الدين؛ لتنيروا للعالم طريق الهداية كما فعل أجدادنا الكرام، وبدوري أسير أمامكم وخلفكم، وأحميكم بقوة من عند الله، ثم بسيفي حيث إنكم أنتم دعاة الدين وحملة لوائه، فلا تخشوا في أحكامكم غير الله، فقد جعل الله لكم منزلة بعد الملائكة، فإنني والله لساهر لحماية هذا الدين والدفاع عنه ما دمت حياً، ولو كلفني ذلك حياتي، فإنني لازلت أحميه حتى الساعات الأخيرة من العمر، فنحن المسلمين بغير الاحتفاظ بهذا الدين واتباع تعاليمه وسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم لا تقوم لنا قائمة، ولو لم يبذل آباؤنا وأجدادنا أرواحهم في سبيله لما وجدنا أنفسنا في هذه النعم التي نحمد الله ونشكره عليها، وبدوام الشكر لله، والسير على الطريق المستقيم الذي أورده الله في محكم كتابه، وتمسكنا بالقرآن الكريم لتدوم هذه النعم، وتبقى وتزداد وتنمو، وإن حدنا عن هذا الطريق فإنها زائلة ولا يعلم الختام إلاَّ الله وحده، أرجو أن يجعلنا من حماة دينه ويقينا شر الزنادقة والملحدين وأن يجعل لنا من ديننا نصراً على أعدائه وأعدائنا، وفقنا الله لما يحبه ويرضاه".