كلمة الملك سعود
إلى الشعب والمسلمين بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك
(أم القرى العدد 1813 في 12 شوال 1379 الموافق 8 أبريل 1960)

بسم الله الرحمن الرحيم
          أحمد الله إلى أبناء قومي وشعبي، وسائر المسلمين في جميع الأقطار، وأشكره سبحانه أن جعل لنا مواسم نقوم فيها بطاعته؛ ليكافئنا ببره وإحسانه، وأصلي وأسلم على خير أنبيائه. أما بعد

          فإني أنتهز فرصة عيد الفطر المبارك فأبعث لأمتنا الإسلامية بتهنئتي بهذا العيد، سائلاً الله أن يجعله عيد قبول، مقرون بالقبول والفوز برضوانه، وأرجو أن يكون هذا العيد حافزاً لنا على تجديد عزمنا على التمسك بكتاب الله وسنة رسوله، وسيرة السلف الصالحين؛ لأنه لا نجاة لنا في دنيانا ولا في أخرانا إلاَّ باتباع هذا السبيل، ولا يصلح آخر هذه الأمة إلاَّ بما صلح به أولها.

          إخواني أوصيكم ونفسي بالاعتصام بكتاب الله، والسعي للتأليف بين قلوبنا، وجمع كلمتنا على ما يرضي ربنا، بما يحفظنا من التفكك والانقسام، فلقد جمع شملنا بالإسلام، فأسأله سبحانه الذي جمع هذا الشمل على كتابه أن لا يفرقنا بأهوائنا، كما أسأله سبحانه وتعالى أن ينصر دينه، وأن يعلي كلمته، وأن يوفقنا لما فيه الخير في دنيانا وآخرتنا.