إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



( تابع ) نص خطاب الملك حسين، العاهل الأردني، الذي وجهه إلى الأمة حول علاقة الأردن بالقضية الفلسطينية
المصدر: " يوميات ووثائق الوحدة العربية 1986، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، ط 1، 1987، 459 - 479 "

السريع، للتحركات السياسية التي جرت من أجل التوصل  إلى حل سلمي عادل ودائم وشامل، منذ حرب حزيران حتى الآن، إن الأردن إما انه شارك في التحركات  السياسية، أو بادر هو بنفسه بالتحرك.

          والتحرك الوحيد الذي استثنى منه الأردن نفسه، كان  ذلك الذي أفضى إلى اتفاقيات كامب ديفيد التي رفض  الأردن الانضمام إليها، لأسباب معروفة للجميع.

          كما يلاحظ ان الأردن لم يثنه الفشل في جولة من  الجولات عن المشاركة في جولة أخرى جادة ومخلصة، أو  المبادرة بها. أما أسباب الإصرار والثبات على هذه  السياسة، فتتلخص في أمرين أثنين: -

          أولهما: أن الأردن يؤمن بالسلام، وهو كعضو في الأمم  المتحدة يؤمن بحل المشكلات الدولية بالطرق السلمية،  وبالتعايش السلمي بين الدول على أسس من الحق والعدل  والتوازن، ووفق ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي.

          وثانيهما: أن الأردن بحكم صلته التاريخية والجغرافية  المباشرة بفلسطين والقضية الفلسطينية، وبحكم مشاهداته  لما يجري في الأرض المحتلة، وفي القدس الشريف على  وجه الخصوص، وبحكم إدراكه الواعي للفكر الصهيوني  والمخططات الإسرائيلية التي تنفذ في مرحلة واقع التفكك،  وبالتالي الضعف والشلل العربي، والتفوق العسكري  الإسرائيلي المبني على التخطيط بعيد المدى وتوفر الجهد  المستمر والإمكانات المادية الضخمة غير المنقطعة وغير  المتأرجحة، يدرك الخطر الكبير الكامن في حالة اللا حرب  واللا سلم على الشعب الفلسطيني والقدس أولاً، وعلى  الأمن الوطني الأردني ثانياً، وعلى الأمة العربية من  بعدهما.

          أيها الأخوة والأخوات،  

          ان هذا الخطر المتمثل في صورته الحالية في استمرار  احتلال إسرائيل للأراضي العربية كتعبير مادي ملموس  للتوسعية الإسرائيلية المدعومة بالقوة العسكرية، يزداد خطورة وتهديداً، إذا ما اكتفينا بإبقائه في دائرة الشعار والتعميم. فلا بد من فحصه وتحليله، كي نرى تفصيلاته  ومكوناته وأبعاده، فيتحول من كلمة تقال في معرض اثارة  العواطف، إلى حقيقة ملموسة، تستنفر العقل والوعي،  وتبعث على الجدية في التصدي له وإحباطه.

          وعلى هذا الصعيد، هناك الكثير مما ينبغي قوله  ومناقشته. الكثير بسبب التلازم بين الأردن وفلسطين،

<3>