إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



( تابع ) نص خطاب الملك حسين، العاهل الأردني، الذي وجهه إلى الأمة حول علاقة الأردن بالقضية الفلسطينية
المصدر: " يوميات ووثائق الوحدة العربية 1986، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، ط 1، 1987، 459 - 479 "

رئيس الوزراء وبحضور السيدين عبد الرزاق اليحيى  وهاني الحسن من القيادة الفلسطينية، وفي الاجتماع أبلغ  السيد عرفات رئيس الوزراء أنه على الرغم من تطور  الموقف الأمريكي، إلا أن الاعتراف بالحقوق المشروعة  للشعب الفلسطيني لا يغطي حق تقرير المصير الذي  تصر المنظمة على قبول أمريكا المسبق له.

          وفي 7 / 2 / 1986 غادر السيد ياسر عرفات عمان مصراً  على موقفه، ومتمسكاً بالأسباب التي تدعوه إلى عدم  موافقة المنظمة على قرار 242، تلك الموافقة التي كان  سينجم عنها فوراً فتح باب الحوار الأمريكي الفلسطيني والتي كنا على أساسها سنواصل العمل باتجاه عقد المؤتمر الدولي للسلام، وبناء عليها ستوجه الدعوة لمنظمة التحرير الفلسطينية للمشاركة في المؤتمر ممثلة عن الشعب  الفلسطيني. وبهذا يكون فصل آخر في جهود السلام قد  أختتم، وجولة ثانية بالغة الأهمية والاثار من العمل  السياسي الأردني - الفلسطيني قد أتت إلى نهايتها، وذلك  بعد عام واحد من العمل المتواصل الجاد لترجمة دور منظمة  التحرير المنصوص عليه في مشروع السلام العربي إلى  حقيقة بارزة تتجاوز الشعار والأوصاف، إلى الحضور  والمشاركة في مؤتمر دولي بدعوة من السكرتير العام للأمم  المتحدة، تمثل فيه شعبها وتتحدث باسمه مع الخصم وأمام  العالم، وجنباً إلى جنب مع بقية الأطراف المعنية والدول  الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن.

          نعم - أيها الأخوة والأخوات - لقد قضينا عاماً مضنياً  من الجهد الموصول، صادفنا خلاله من العقبات الكثير،  مما كان يتجاوز حدود طاقتنا في كثير من أشواط الرحلة،  ومع ذلك، فقد حققنا ما كان يصنف في دائرة المستحيل  وفتحنا من المسالك، ما كان يقدر بأنه ممتنع علينا وعلى  الأخوة العرب وعلى الأخوة الفلسطينيين. وتمكنا من  الوصول عملياً إلى تنفيذ قرار القمة العربية بفاس إلى  مرحلة ما قبل عقد المؤتمر الدولي للسلام الذي نص عليه، وبين فرحة انضاج الفرصة وألم التعثر قرب خط النهاية، كان لا بد من البوح بما تختلج به النفس والإعلان عن كل ما حدث، وإحالة الأمر من جديد إلى منابر الحوار  الفلسطينية، في الأرض المحتلة وفي ديار الاغتراب، وإلى منابر الحوار العربية بين العواصم وفي المؤسسات الجماعية.

أيها الأخوة المواطنون،
أيها الأخوة الفلسطينيون،
أيها الأخوة العرب،

<39>