إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



( تابع ) نص خطاب الملك حسين، العاهل الأردني، الذي وجهه إلى الأمة حول علاقة الأردن بالقضية الفلسطينية
المصدر: " يوميات ووثائق الوحدة العربية 1986، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، ط 1، 1987، 459 - 479 "

والكثير بسبب تقادم المشكلة، ومضي ما يقرب من تسعة  عشر عاماً على احتلال الضفة الغربية وقطاع غزة، والهضبة  السورية. والكثير كذلك بسبب التعقيد الناشئ عن مضي  الوقت دون ان تحل القضية، وبسبب الخطر المتنامي المهدد  للهوية الفلسطينية الحقيقية عن طريق الإزاحة التدريجية  للشعب الفلسطيني عن أرضه. والكثير بسبب المضاعفات  الناشئة عن ذلك أردنياً وإقليمياً ودولياً. فالشعب بدون  أرضه: جالية، والهوية بلا وطن: مستودع ذكريات حزينة،  فالهدف هو: الأرض، والقضية الفلسطينية كما كانت في مطلع هذا القرن، هي في الأرض الفلسطينية، وهي اليوم  في الضفة الغربية وقطاع غزة المحتلين. وعليه، فان  الشعب الفلسطيني المقيم على أرضه والمتشبث بها، هو الهم الأول لنا، وهو الهم الأول لعدونا لأن وجود الشعب   الفلسطيني على أرضه يشكل العائق الكبير أمام تقدم  البرامج التوسعية الصهيونية، ولأن مقاومته المشروعة  تتحدى شعارات إسرائيل وأصدقائها ومؤيدها من الدول  والجماعات التي تتشدق بالحرية والديموقراطية وتضعها على  محك الاختبار العلني أمام سمع العالم وبصره.

          أيها الأخوة والأخوات،

          ولئن أخفق معظمنا في إدراك هذه الحقائق المبدئية حتى  الآن، فإن العدو قد أدركها منذ البدء، وحدد هدفه في  ضوئها ورسم سائر سياساته على أساسها.

          أما الهدف، فقد كان وما زال: الأرض الفلسطينية:  الاستيلاء عليها، وتوسيع رقعة إسرائيل. ودافع القيادة  الإسرائيلية لذلك مزدوج. فتوسيع رقعة إسرائيل  بالاستيلاء على الأرض الفلسطينية، وغيرها من الأراضي العربية المجاورة لو أمكن، سيحقق أولاً هدفاً من أهداف  الصهيونية، وثانياً، سيلبي من وجهة نظرها، حاجة أمنية  تنبع في حقيقتها من أسباب سيكولوجية أكثر بكثير من  اعتبارات المساحات والمسافات والطوبوغرافيا التي تعمد  إسرائيل إلى تأكيدها وإلقاء الضوء عليها لدى طرحها  للمسألة الأمنية.

          أما الأسباب السيكولوجية لحاجة إسرائيل الأمنية،  فمردها الظروف الموضوعية لنشوء دولة إسرائيل في إطار الزمان والمكان. فإسرائيل لم تكن قبل عام 1948 مستعمرة تحتلها دولة أجنبية، كما كان الحال مع معظم دول  العالم الثالث في آسيا وأفريقيا، ثم ما لبثت ان استقلت  بعد الحرب العالمية الثانية في حقبة تصفية الاستعمار. إسرائيل لم تكن كذلك لأنها وبكل بساطة لم تكن موجودة.

<4>