إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



( تابع ) نص خطاب الملك حسين، العاهل الأردني، الذي وجهه إلى الأمة حول علاقة الأردن بالقضية الفلسطينية
المصدر: " يوميات ووثائق الوحدة العربية 1986، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، ط 1، 1987، 459 - 479 "

          هذه هي خلاصة رؤيتنا للقضية الفلسطينية في الأرض المحتلة وخارجها كما هي عليها اليوم، وهذه خلاصة تحليلنا لمكتنفات تطورها في ظل حالة اللا حرب واللا سلم، وأثار ذلك على مستقبل الشعب الفلسطيني المهدد بالفصل عن وطنه. وهذه أيضاً خلاصة تحركنا مع قيادة منظمة  التحرير الفلسطينية على مدى عام من العمل المتصل،  للخروج بالقضية من مأزق السكون الذي ينخر في  مقوماتها، إلى واقع الحركة الذي يجدد حيويتها، وقبل  فوات الأوان، فيما تأكد أنه فرصة ثمينة، للوصول إلى  الهدف، وإحباط المخططات المعادية، ذات الملامح  الواضحة المرئية.

          ولئن انتهت هذه الجولة من العمل السياسي، مع قيادة  منظمة التحرير الفلسطينية، على غير ما كنا نتمنى، فإن  الاتفاق الأردني - الفلسطيني سيظل في مبادئه ومرتكزاته،  يجسد القواعد والأسس التي تحكم العلاقات بين الشعبين  الأردني والفلسطيني من حيث التساوي في الحقوق  والواجبات في مواجهة المصير الواحد المشترك.

          لقد قدر لي - أيها الأخوة - أن أعيش مراحل المأساة  الفلسطينية، وأواكب نتائج تنفيذ المخططات الصهيونية،  التي تضعها قوى تعرف ما تريد، وتنفذ ما تخطط له،  مرحلة أثر أخرى، دون أن أرى بالمقابل، أو أتبين، معالم  مخطط مضاد، طال انتظاره قادر على الدفاع عن أعدل  قضية، لشعب شقيق عزيز، يستحق بكل تأكيد، غير هذا  الذي منه عانى وما يزال.

          كما قدر لي أن أتحمل المسؤولية في بلد عربي، يطل على ثرى فلسطين الذي يضم رفات جدي الكبير هاشم، في غزة هاشم، وتعطر بأقدام جد من نسله، هو: محمد بن  عبد الله - صلوات الله وسلامه عليه - الذي اصطفاه الله  سبحانه هدى للناس ورحمة، وأسرى به إلى أولى القبلتين  وثالث الحرمين الشريفين في قدس الأقداس، حيث يرقد  جد ثالث ضحى بكل عرض الدنيا دفاعاً عن حقوق  الشعب العربي الفلسطيني على تراب وطنه، وأوصى بأن  يدفن في رحاب المسجد تقرباً لله ونشدانا لرضوانه، وجد  آخر، انبرى لانقاذ المسجد الأقصى عام 1948، في وجه  أقسى وأعتى ظروف يمكن أن يواجهها مسؤول في حينه،  ليستشهد على أبواب المسجد الذي انقذ، وأنا في جواره.

أيها الأخوة،

          أرى الذي يجري في القدس وغزة ونابلس والخليل، وفي كل مدينة وقرية ومخيم في الأرض المحتلة، وأرى ما

<40>