إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

       



(تابع) نص خطاب الملك حسين، العاهل الأردني، الذي وجهه إلى الأمة حول علاقة الأردن بالقضية الفلسطينية
المصدر: "يوميات ووثائق الوحدة العربية 1986، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، ط 1، 1987، 459 - 479"

يجري خارجها، فيعتصر قلبي الألم، ويستقر الأسى في  الجوانح، ولا أملك إلا مكاشفتكم، فلا يتوقعن أحد مني،  إلا أن أرفض هذا التخبط الذي أرى فيه حالنا، ولا  يتوقعن أحد مني، إلا أن أصارحكم فلا أتستر على أمر من  أخطر الأمور التي تعنيكم جميعاً، لأنني منكم ولكم، ولأني  أعيش بكل جوارحي كل دقائق قضيتنا، قضية كل الأخوة  العرب، ولأني أؤمن بعد ايماني بالله، بكم وبقدرتكم على  تصويب المسيرة نحو جادة الصواب.

         إنني وحكومة المملكة الأردنية الهاشمية، أيها الأخوة -  وبعد تجربتين طويلتين، نعلن عن عدم تمكننا من مواصلة  التنسيق سياسياً مع قيادة منظمة التحرير الفلسطينية، حتى  تكون للكلمة منها معناها، إلتزاماً ومصداقية وثباتاً، فنحن  لا نعرف سوى الصدق سبيلاً لتعزيز الثقة، والوضوح  دعامة لها. فالثقة هي الأساس الأمتن، لكل تعاون خير  بناء.

         أما أنتم - أيها الأخوة والأخوات - الشامخون في أصفاد  الأسر، الراسخون بأباء على أرض الأجداد والآباء، سدنة  أوفياء للمسجد وموطن المعراج، وسياجاً للقدس  وللمقدسات، ونبضاً حياً لتاريخنا المتصل على ثرى الرسل  والأنبياء والصحابة والصديقين، وملامح هوية ثقافية لن  تطمس ولن تندثر - بإذن الله - إليكم - أيها الأخوة  الفلسطينيون في الأرض المحتلة - أزجي التحية والمحبة  والتقدير، ولكم أجدد العهد بأن نبقى في الأردن كما كنا  أخوة ملتزمين، وعوناً وسنداً لكم في ما تواجهون،  وسنواصل دعمنا لكم بأي سبيل، وبما تتيحه الإمكانات  وتسمح به القدرات، متطلعين إلى اليوم الذي نراكم فيه  شعباً حراً على أرضه، آمنا في بيته، واثقاً من حاضره.  ومستقبله، معتزاً بثمار صموده ونضاله، وبعد،

اللهم أشهد اني قد بلغت
اللهم أشهد اني قد بلغت
اللهم أشهد اني قد بلغت

والله المستعان
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


<41>